تنشر جريدة أكاديرإينو بتعاون مع جريدة le12.ma طوال الشهر الفضيل، ربورتاجات وبورتريهات حول أشخاص وأمكنة من سوس العالمة، كان لها الأثر في أحداث ووقائع يذكرها الناس ويوثقها التاريخ.
حلقة اليوم مع قصة “أولتراس إيمازيغن‘‘.. نضال وإبداع وولاء لـ’’بيهي العنيد‘‘
* سامية أتزنيت
“نحيا على أمل التغيير نعم، لكن لا يكفي أن نحيا عليه فقط بل التغيير هو الجوهر”.
هو شعار طالما حمله ‘‘التراس ايمازيغن‘‘ وآمن به منذ يوم التأسيس سنة 2006، نصرة للفريق السوسي ’’حسنية أكادير‘‘.
وبدافع الإيمان هذا، وحبا لمصلحة الفريق، خرج التراس إيمازيغن ببيان على صفحتهم الرسمية، بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، للتأكيد على استماتتهم أمام كل مظاهر فساد قد يؤذي فريقهم.
’’لن نتوقف عن محاربة الفساد داخل حسنية أكادير وولاؤنا للمدينة وليس للأشخاص‘‘، يردد أعضاء الالتراس.”
ثقافة الالتراس
” ألترا أو التراس، مجموعة أفراد يصرون ويحرصون على تشجيع الفريق المفضل، بكل الوسائل والطرق.
فيكون هذا الألتراس بمثابة كيان ينتمون إليه، مرجعيتهم الوحيدة فيها هي حب ذاك الفريق عن سواه. يساندونه أينما حل وارتحل، ويبذلون في سبيل تشجيع لاعبيهم المال والجهد، دون كلل أو ملل.
فيحملون الشعارات التي غالبا ما تكون عبارة عن رسائل قوية لمن يهمهم الأمر ( غالبا مسيري الفريق)، في قالب مبتكر.
ويعمد الألتراس أيضا إلى إصدار أغان بألوان حماسية وخاصة بها.
وتقوم فلسفة الإلترا عموما على التشجيع اللامشروط للفريق، قد تقترب في بعض الأحيان من درجة التعصب.
لايمكن تحديد تاريخ إنشاء مجموعات الألتراس في العالم، ولكن الأكيد أن كلمة ألتراس لاتينية، وتعني لغة “الفائق” أو “فوق الطبيعي”، في إشارة هنا إلى حب اعضاء الألتراس لفريقهم الفائق للعادة.
ولعل التاريخ الأبرز في عالم الالترا هو تاريخ انطلاق مجموعة “دي بويز” أي “الأولاد” المحسوبة على فريق “الإنتر” التي يمكن اعتبارها أولى المجموعات.
بدأت بعدها الظاهرة تنتشر في أوروبا وأمريكا بسرعة حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن.
وكان منتصف الألفية الثانية هو موعد تأسيس أغلب الإلترات المغربية. فظهر الغريمين البيضاويين “الوينرز” و”الكرين بويز”، و “الشارك” المسفيوي، و“حلالة بويز” النادي القنيطري، و”لوس ماطادوريس” التطوانية و الإلترا العسكري، وبالطبع ‘‘التراس إيمازيغن‘‘ السوسي الأصيل.
محاربة الفساد
على فيسبوك، خرج ’’أولترا إيمازيغن‘‘ المساند فريق حسنية أكادير، ببلاغ وصف بـ’’الناري‘‘، تستعد فيه المجموعة لمحاربة الفساد داخل النادي الأكاديري.
’’أولتراس إيمازيغن مجموعة مستقلة بقراراتها عن عاطفة المشاعر التي أدت بنا إلى المحظور مرارا، كما أننا لا نرضخ لتلك المسلمات من قبيل المرايقية و بعتوا الماتش لسيدكم فقط من أجل التحرك بقرارات تحكمها العشوائية، و إلقاء رجال المجموعة الحقيقيين في ظلمات لا يعلمها إلا من زارها‘‘.
كان ذلك مقتطفا من بيان المجموعة، مضيفة أن ’’الأمور واضحة‘‘ وأن قرارات الالتراس لا تقبل وصاية أحد مهما كان، مثلما ترفض توجيه أصابع الإتهام لها في كل مرة. ’’وهذا آخر كلام موجه لطائفة المتكلمين بلا أفعال، نحن الكيان القوي و أنتم الكائنات المجهرية التي تريد تحصيل الجيمات بإستعمال إسم المجموعة‘‘.
ويتذكر أعضاء الالتراس في البيان كيف أقسموا يوم 21 نونبر 2019، بإسقاط رموز الفساد مهما طال الزمان، بحزم و عزم. “عقدنا اجتماعا بعده ومنه أقررنا مطالبنا المشروعة، برحيل بيادق التسيير والمشوشين”.
ويحمل اولترا ايمازيغن على عاتقه، مسؤولية الرقي بالمستوى التنافسي لفريق حسنية أكادير، الذي لم يكن موفقا في الفترة السابقة. يعمل جاهدا في لقائه مع المسؤولين، ويطرح الحلول للمشاكل العالقة، التي تتهدد مستقبل النادي الأكاديري. وإن كان الصد هو الرد، تكون وقفاتهم الاحتجاجية ـ برسائل قوية وأخرى مشفرةـ للمشوشين بالمرصاد. ’’فولائنا للمدينة والفريق وليس للأشخاص. الحسنية للأبد، عاشت أولتراس إيمازيغن حرة مستقلة’’.
إبداع وولاء
تتميز عاصمة سوس دون شك بمجموعة “إلترا إيمازيغن”، التي تصنف ضمن المجموعات الأبرز، نظرا لأسلوبها المميز في التشجيع ولكونها تمثل منطقة سوس بأكملها.
تقدم صورة مشرفة بأسلوب حضاري يمزج بين السير على خطى الإلتراس الرائدة والتفرد بخصوصية الإنتماء للثقافة الامازيغية الأصيلة.
ويحرص الالتراس على الإبداع والتفنن في الابتكار، سواء فيما يتعلق بالشعارات التي يرددونها، أو اللوحات الفنية (التيفو).
أما شعار “إلترا إيمازيغن”، فيحمل بدوره أكثر من مغزى. فهو عبارة عن رجل قوي عريض المنكبين ومسالم كما يبدو، ذو ابتسامة ذكية ’’إنه بيهي العنيد الذي يعرف مايقوم به‘‘. و‘‘بيهي‘‘ عند سواسة اختصار لاسم ابراهيم، ورمز شائع في الثقافة الأمازيغية.
وتتماشى شخصية ’’بيهي العنيد‘‘ مع رسالة أخيرة وجهها الالتراس بالقول: ’’الإنتماء الحقيقي للكيان ندافع عنه بلغة العقل وصون ثبات الخطوات‘‘.
تمكن الالتراس الأمازيغي من استقطاب جمهور غفير من المنخرطين والمساندين له، حتى صار مجموعة كبيرة، تم معها تقسيم ‘‘أگادير الكبير‘‘ إلى إحدى عشر منطقة تابعة للمجموعة، لتسهيل سبل عمل الالتراس وتجنيد كل الطاقات في الخدمة تحت جناح ‘‘بيهي العنيد‘‘.
ولايمكن الحديث عن الالتراس الأمازيغي دون ذكر يوسف مستقيم الشهير بيوسف طقطوقة، المايسترو الأول لأولترا إيمازيغن.
إبداع وولاء من حيث العمل والتنظيم، وأيضا إنتاج أغان بألوان حماسية، مثل أغنية ’’ أوال ن تليلي‘‘ من ألبوم ’’توگاس نيسگاس‘‘ (فيما معناه عزم او حزم السنين)، ومطلعها:
(سلا إيواوال، سفلْدِيي ماد راداك إينيغ،
أور سار نتو تماگيت أوراس أوفيغ
وا هان أكال د ايزرفان نومازيغ
أفرا نفدو تودرت اينو سول ايلليغ)
رابط فيديو الأغنية: