تنشر جريدة “أكاديرإنو” بتعاون مع جريدة “le12.ma” طوال الشهر الفضيل، ربورتاجات وبورتريهات حول أشخاص وأمكنة من سوس العالمة، كان لها الأثر في أحداث ووقائع يذكرها الناس ويوثقها التاريخ.
في حلقة اليوم يأخذكم هذا البروفايل في رحلة إكتشاف القصة الأخرى للبروفيسور العالمي، منصف السلاوي.. إبن أكادير الذ كي خدم الإنسانية.
سامية أتزنيت
في كل مرة يذكر فيها العالم الدكتور منصف محمد السلاوي المغرب، إلا وتكلم عنه بكل فخر واعتزاز، وأعرب عن سعادته بالنجاحات المتواصلة التي يحققها، خصوصا في مجال اللقاحات ومواجهة جائحة فيروس كورونا.
وبالرغم من الصدمات ومحاولات الإساءة إلى سمعته، العالم المغربي، ابن مدينة اكادير، يؤكد عودته بقوة إلى الواجهة.
فخرج في لقاء صحفي أخير مع مجلة “بي إم ماغازين” الأمريكية، ليتحدث عن حياته ومساره المهني، وكواليس مهمة “عملية وارب سبيد” التي عهد بها إليه الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”، لإيجاد لقاح ضد كوفيد-19 في وقت قياسي.
وهي المهمة التي تكللت بنجاح عالمي، من عالم أمازيغي استثنائي. منصف السلاوي الحاصل على الدكتوراة في البيولوجيا، الخبير في مجالات البحث والتطوير باستخدام التكنولوجيا المتقدمة.
من الطب إلى البيولوجيا الجزئية
كان مما قاله السلاوي في حوار صحفي جديد، إن المغرب سلك منهجا سديدا في توفير اللقاحات الكافية لحماية المغاربة. ولم تفته الفرصة، كالعادة، ليؤكد استعداده لخدمة بلده في حدود إمكانياته وما يمكن أن يقدمه للبلاد.
تواضع العلماء، هو ما تجلى في تصريح السلاوي، ابن مدينة أكادير، الذي ازداد بها في السابع والعشرين من يوليوز عام 1959.
هو المغربي الحامل للجنسية الأمريكية، الخبير في الصناعات الدوائية، والمدير السابق لقسم اللقاحات بشركة “جلاكسو سميث كلاين”.
عاش منصف السلاوي في المغرب ودرس فيه إلى حدود الباكالوريا. وفي سن السابعة عشر سنة، غادر المغرب صوب فرنسا لتحقيق حلم دراسة الطب هناك، إلا أن الأقدار الإلهية شاءت استقراره في بلجيكا عوض فرنسا، ودراسة البيولوجيا الجزئية بدل الطب.
من هناك حصل منصف السلاوي على دكتوراه في علم المناعة، وهناك عاش وتزوج ولم تكن زوجته سوى “كريستين بيلمونطي السلاوي” الحاصلة على الدكتوراة في علم وظائف الأعضاء، والباحثة الخبيرة في الفيروسات، والتي لها إسهامات علمية كبيرة في مجال اللقاحات المضادة للفيروسات.
أعظم قائد في العالم
بعد فترة قضاها في أوروبا لما يزيد عن عشرين عاما، غادر منصف السلاوي بلجيكا برفقة زوجته نحو الولايات المتحدة ليصبح أستاذًا في جامعة “هارفارد”، ثم جامعة “تافتس” بولاية ماساشوسيتس.
وطوال 15 عاما، شارك الدكتور منصف سلاوي في اكتشاف غالبية لقاحات علم المناعة لأمراض من قبيل الملاريا والإيبولا، والمكورات الرئوية وسرطان عنق الرحم وغيرها.
كما له الفضل في التوصل إلى عديد الإنجازات العلمية، وبراءات الاختراع في مجالات الوقاية من أمراض مثل التهابات المعدة والأمعاء. وهي نجاحات حققها أثناء ترؤسه لقسم البحث والتطوير في شركة “جلاكسو سميث كلاين”، منذ تعيينه وحتى تقاعده سنة 2017.
حقق الدكتور منصف سلاوي اكتشافات قيمة بين سنتي 2011 و 2016، وساهم في إنتاج شركة “جلاكسو سميث كلاين”، لـ24 دواءا ولقاحا جديدا مضادة للفيروسات المستجدة.
في ماي 2017 منحت كلية “جيتيسبيرغ” منصف سلاوي درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم، انضافت إلى تتويجات سابقة، منها اختيار السلاوي كواحد من 25 شخصا الأكثر تأثيرا في مجال الأدوية الحيوية سنة 2012. وفي عام 2016، صنفته مجلة “فورتشن” ضمن “أعظم 50 قائدا في العالم”، وأدرج اسمه في قائمة “أفضل 100 صانع للأدوية في العالم” لعام 2018.
صِعاب “وارب سبيد”
ساهم سلاوي بعد تقاعده من الشركة الأمريكية، في مشروع صنع أنظمةٍ إلكترونيةٍ صغيرةٍ قابلةٍ للزرع، بالتنسيق مع شركة “فيرلي” المتخصصة بعلوم الحياة والمتفرعة من شركة “جوجل” الشهيرة.
ويهدف المشروع باستخدام هذه الأنظمة الالكترونية القابلة للزرع في جسم الإنسان، إلى تصحيح النبضات العصبية الشاذة وغير المنتظمة، تسمى “الأدوية الكهربائية”.
وفي حديثه للصحافة عن عملية “وارب سبيد” وتعاونه مع الإدارة الأمريكية لإيجاد لقاح فعال ضد فيروس كورونا، قال الدكتور منصف سلاوي إنها تجربة علمته “دروسا في السياسة”، وكيف أن كثيرا من الأمريكيين رفضوا الاعتراف بالنجاح الذي حققته إدارة “ترامب” لإيجاد اللقاح في غضون عام واحد، فقط لأنهم يكرهون دونالد ترامب.
وكشف كيف أنه تعرض للهجوم شخصيا في محاولة للإساءة إليه وإلى نجاح عملية “وارب سبيد”، مؤكدا أنها تجربة سيقرر خوضها مرة أخرى متى اضطر إلى ذلك. “الشيء الأكثر أهمية هو أن أضع خبرتي وطاقي تحت تصرف العالم..”، يقول الدكتور منصف سلاوي.
* مصادر أخرى:
– كتب – صحف – سوشل ميديا