1 – معلوم أن إقليم تارودانت يعتبر من بين المناطق المعروفة بزراعة الدلاح، ما هو تشخيصكم لوضعية هذا النوع من الزراعة بالإقليم؟.
زراعة الدلاح بمنطقة هوارة وإقليم تارودانت عموما تمتد لأكثر من 30 أو 40 سنة، غير أنه ومع الأسف خلال السنوات الأخيرة عرفت المنطقة نذرة في المياه، والتي تم تجاوزها باستعمال تقنيات الري الحديثة التي ساهمت في ترشيد استهلاك الماء بكميات جد معقولة مقارنة بالفترة السابقة بعدما كان الفلاحون يعتمدون على نظام “الربطة”.
اليوم بما أن الدلاح يستغرق نموه 4 أشهر يستهلك تقريبا ما بين 3500 و4000 متر مكعب في الهتار، وهي كمية تبقى جد معقلنة بالمقارنة مع الكميات التي كان يستهلكها في السابق والتي كانت تصل إلى ما يزيد عن 10000 متر مكعب في الهكتار.
خلال هذه السنة على الخصوص عرفت المنطقة تقلبات مناخية، كما أن هناك إشكال يتعلق بحجم الدلاح الذي يبقى صغيرا ولا يتجاوز 5 و10 كيلوغرام.
2 – ماهي الإجراءات التي قمتم بها كغرفة فلاحية لتجاوز الإشكاليات المرتبطة بزراعة الدلاح بإقليم تارودانت؟.
قمنا بعقد لقاء مع عدد من الفلاحين بغرفة الفلاحة بتارودانت، وتم بسط مجموعة من الإشكاليات التي تختلف من فلاح لآخر، حيث أن هناك من يقول أن المشكل في الصنف وهناك من يقول أن المشكل في المستنبتات، لكن عندما بحثنا في الموضوع وجدنا أن جميع المستنبتات متهمة، رغم أن هذه الظاهرة لا يمكن أن تشمل جميع المستنبتات وجميع الأصناف، حيث أرجعنا المشكل للتقلبات المناخية وعدم انتظام التساقطات المطرية التي تساقطات في شهر مارس وقت الإزهار، مع ظاهرة اختفاء النحل الذي يساهم في تلقيح أزهار الفواكه، يعني أن الظاهرة لا زالت غير مفهومة.
قمنا كذلك بعقد لقاء الأسبوع الماضي كغرفة فلاحية مع عدد من المتدخلين بأكادير وتم استدعاء أصحاب المستنبتات الكبيرة بالمنطقة وممثلين عن وزارة الفلاحة وONSSA حيث تحدثنا على جميع الإشكاليات وكل أدلى برأيه واتفقنا على إخراج لجنة تضم جميع المتدخلين من أجل الوقوف على المشاكل التي يعاني منها الدلاح وربما سنقوم باستدعاء خبراء محايدين لإبداء رأيهم في هذا الإشكال من أجل إيجاد حلول لهذه الوضعية.
3 – ألا ترون أن زراعة الدلاح تساهم في استنزاف الفرشة المائية بالمنطقة؟.
– أظن أن جميع الفلاحات تستهلك نسبة من الماء، ولكن بالنسبة للسنوات الأخيرة، ونظرا لنذرة المياه وتطور تقنيات الري فإن كمية الاستهلاك انخفضت في عدد من أنواع الفلاحة، وعلى سبيل المثال فعند مقارنة الدلاح بالدورة العلفية نجد أن هذه الأخيرة تستهلك أكثر من الدلاح، الإشكالية إذن لا تتعلق بفاكهة الدلاح بل الإشكالية تتعلق بنذرة المياه والتي أثرت كذلك على الماء الصالح للشرب.
مع الأسف نسمع أن هناك بعض المثقفين يتحدثون عن استنزاف الفرشة المائية لكن الأمر بعيد عن هذا المنظور، لأن الفلاحة تشكل إحدى دعامات الأمن الغذائي والسلم الاجتماعي حيث تشغل أزيد من 60 في المائة من السكان النشيطين في المجال الفلاحي باعتبار منطقة سوس منطقة فلاحية بامتياز كما أن القطاع الفلاحي يساهم في الإنتاج، وأن كل مواطن في ربوع المغرب أكل خبزة أو بيضة أو دلاحة فإنه أكل نصيبه من نسبة الماء التي يسميها البعض ضياع أو استنزاف.