أعرب عدد من المواطنين والفاعلين في الحقل السياسي والجمعوي بتارودانت عن أسفهم الشديد جراء الأسلوب الذي يعتمد عليه المجلس الجماعي في تقديم الدعم لجمعيات المجتمع المدني.
وقد تفجر هذا الموضوع بعد مصادقة المجلس الجماعي خلال الجلسة الثالثة من الدورة العادية لشهر ماي 2022 على دعم الجمعيات، وهي النقطة التي أثارت نقاشا حادا وسط مستشاري المجلس، حيث انصبت مجمل التدخلات حول عدم احترام دفتر التحملات الذي تمت المصادقة عليه، وكذا المبالغ التي منحت للعديد من الجمعيات التي لا وجود لها على أرض الواقع.
وأكد بعض المتدخلين أنه قد تم منح الدعم لجمعيات غير معروفة وجمعيات حديثة التأسيس، إضافة إلى جمعيات استفادت من مبالغ مالية زهيدة تراوحت بين 3000 او 5000 درهم، والتي لا تكفي لنشاط بسيط فما بالك بمشاريع وملتقيات ودورات تكوينية، معتبرين أن هذا الدعم البسيط يعتبر إهانة في حق الجمعيات التي وضعت مشاريع وكانت تنتظر دعما ماديا في المستوى.
وقد أثارت هذه النقطة جدلا واسعا وسط مستشاري المجلس الجماعي أغلبية ومعارضة، مما دفع بعض المستشارين إلى مقاطعة التصويت، كتعبير عن عدم رضاهم على طريقة توزيع الدعم على بعض الجمعيات المستفيدة من مبالغ كان من الممكن أن ترفع من منحة جمعيات المعاقين والأرامل والأطفال المتخلى عنهم أو بعض الفرق الرياضية التي تعاني من أزمة مالية.
يذكر أن مدينة تارودانت تحتوي على حوالي 1200 جمعية، حيث تقدمت 158 جمعية بطلب منحة الجماعة، وتم دعم 154 جمعية منها، بحوالي 324 مليون سنتيم، في الوقت الذي طالب فيه عدد من المتتبعين بضرورة تتبع هذه المنح وإرغام الجمعيات المستفيدة من الدعم على تبرير أوجه صرفه سواء كان صغيرا أو كبيرا، مما سيساهم في وقف الفوضى وهدر المال العام.