وجه النائب البرلماني حسن أومريبط، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، سؤالا كتابيا، إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، حول تضرر ساكنة الدراركة وأكادير من مطرح تملاست.
وأكد أومريبط من خلال سؤاله، أن مطرح تملاست، الواقع بتراب جماعة الدراركة، ينطوي على مخاطر متعددة، على المستوى الصحي والبيئي، ازدادت حدتها في الآونة الأخيرة بفعل تضاعف كمية النفايات الصلبة المفرغة فيه من قِبل أزيد من عشر جماعات تنتمي إلى أقاليم أكادير إداوتنان وإنزكان وتارودانت، وكذا من جراء تزايد عدد أحواض تجميع العصارة السامة الناتجة عنها، وتوسع مجال طمر النفايات.
وأضاف النائب البرلماني أن المطرح المذكور أصبح مصدراً لانبعاث روائح كريهة للنفايات والحشرات الطائرة الضارة التي تقض مضجع الآلاف من ساكنة أكادير والدراركة، خصوصا منهم مرضى الربو والحساسية والأطفال وكبار السن.
وتابع حسن أومريبط قائلا “وإذا كانت مخاطر هذا المطرح كانت تقتصر منذ إنشائه سنة 2007 على القاطنين بدواوير: إمي أونسيس وتاكييت وأحلاكا وداخلة، فإنَّ ضرره امتد مؤخرا إلى ساكنة دواوير أخرى منها تملاست، تيغانيمين، آيت علا، ابن عيادن، أزرراك، الحوري، المعصر، أمالو، تباطكوكت وتكاديرت ندوبلا”..
وأشار في سؤاله، أن” الرائحة الكريهة للنفايات، تصل خصوصا خلال الليل وإبان هبوب الرياح الشرقية، إلى أحياء في قلب مدينة أكادير، مثل الحي المحمدي وتيليلا والداخلية والهدى والسلام وغيرها، وهو الأمر الذي يبرز محدودية احترام موقع المطرح للمعايير البيئية المعمول بها، كضرورة إنشائه بعيدا عن التجمعات السكانية، وعن المصادر المائية الجوفية والسطحية، مع الأخذ بعين الاعتبار كمية التساقطات المطرية واتجاهات الرياح وسرعتها ومدى تواترها”.
وأكد المصدر ذاته، أن عصارة النفايات التي يصطلح عليها المتخصصون “ليكسيفيا” تتسرب إلى مجرى مائي مجاور للمطرح، لتتجمع في السد التلي الذي أُنشئ قصد وقاية أكادير من الفيضانات، وذلك في غياب وضع طبقة غير نفاذة بين التربة وجوف السد، لمنع تسربها إلى جوف الأرض.
واعتبر النائب البرلماني أن هذا الأمر الذي يهدد الفرشة المائية الباطنية والغطاء النباتي، خصوصا أشجار أركان، بل أصبح المجال المحيط بالمطرح منطقة جرداء بفعل تلوث الهواء وإفراغ كميات هائلة من النفايات وعصارتها.
كما أشار أن العديد من الشاحنات تقوم بالتخلص من النفايات إما كليا أو جزئيا في الطريق أو الشعب المحاذية لها، على طول المقطع الطرقي الرابط بين إمي أونسيس وتملاست، بدل إفراغها في المطرح.
وأكد أومريبط أن “هذه الوضعية الكارثية بيئيا وصحيا التي تعيشها التجمعات السكنية المحيطة بمطرح تملاتست ومجالها البيئي، تتنافى مع المقتضيات الدستورية لبلادنا التي تسعى إلى تحسين ظروف عيش الإنسان ومحيطه الطبيعي. كما تتعارض مع كل القواعد القانونية المؤطرة للبيئة”.
كما تسائل حول التدابير التي ستتخذها وزارة الداخلية من أجل معالجة الوضع وإيقاف الضرر الذي يلحق بالبيئة الطبيعية، وبساكنة الدراركة وأكادير، من جراء الوضعية التي يعرفها مطرح تملاست