إيمانا منها بأهمية التربية والتكوين، ووفاء لالتزاماتها المعهودة، تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أهمية خاصة لتعميم التعليم الأولي، من خلال إطلاق عدد من المشاريع المرتبطة بهذا القطاع.
ويأتي تنفيذ محور دعم التعليم الأولي في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019-2023)، كدعامة أساسية للمساهمة في إصلاح منظومة التربية والتكوين بالمغرب، حيث تتجلى تدخلات المبادرة في إحداث وتأهيل وحدات التعليم الأولي وفق معايير محددة ودقيقة تتناسب وخصوصيات الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية.
كما يتم أيضا بهذا الخصوص، تجهيز هذه الوحدات والتكفل بمصاريف تسيير أربع سنوات من عملها، وذلك بهدف توفير تعليم أولي مجاني وذي جودة يتيح لجميع الأطفال في سن التعليم الأولي من الإستفادة من خدماته.
وهكذا، تم، على مستوى إقليم طاطا، إنجاز عدد من المشاريع تروم بالأساس الاستثمار في جودة التعليم، ودعم التمدرس، والتخفيف من مظاهر التفاوتات بين المناطق، خاصة المشاريع المندرجة في إطار هذه المرحلة.
وفي هذا الإطار، تمت أجرأة هذا المحور بشراكة مع مؤسسة “زاكورة” للتربية، وبتنسيق مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بطاطا، إضافة إلى تعبئة الجمعيات المحلية للمساهمة الفعالة في إنجاح هذه العملية، إذ بلغ عدد الجمعيات المحلية الشريكة 30 جمعية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح رئيس مصلحة برنامج الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة بقسم العمل الاجتماعي بعمالة طاطا، سعيد موساوي، أن محور دعم التعليم الأولي على مستوى الإقليم، بشراكة مع القطاع الوزاري المكلف بالتربية الوطنية، وباقي الفاعلين، يحظى بالأولوية، وذلك من خلال العمل على توفير عرض ذي جودة للتعليم الأولي بالمناطق القروية والنائية، مع مواكبة الطفل على امتداد مساره التعليمي والتعلمي.
وأضاف السيد موساوي، أنه تم خلال الفترة 2019-2022، إحداث وبرمجة 40 وحدة للتعليم الأولي، 30 منها تشتغل حاليا يستفيد من خدماتها 450 طفل وطفلة، و10 وحدات أخرى في طور الإنجاز، حيث تشغل هذه الوحدات حاليا 30 مربية مما يجعلها آلية مهمة في توفير فرص الشغل بالإقليم.
من جانبها، قالت حبيبة لكبيري، مربية تعليم أولي باقليم طاطا، إن هذه الوحدات تتوخى تعزيز التفوق الدراسي عبر تقوية الدعم المدرسي المبكر، وتوفر البنيات والتجهيزات الأساسية، مع مواكبة هؤلاء الأطفال وتعزيز الانفتاح على المحيط لديهم.
وأبرزت أن هذه المشاريع تتوخى الاهتمام بالتعليم الأولي باعتباره الدعامة الأساسية لتطوير المنظومة التعليمية عموما، والتخفيف من ظاهرة الهدر المدرسي، والهشاشة التعليمية، خصوصا بالمناطق القروية، وتحسين شروط التعليم، وضمان استمراريته لفائدة جميع الأطفال.
ورغم بعض الإكراهات والمعيقات، فإن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بإقليم طاطا، تتوخى تحقيق هدف تعميم التعليم الأولي بالإقليم وتوفير تعليم أولي ذي جودة يساهم في تنمية المهارات الحسية والإدراكية والمعرفية للأطفال.
وتهدف المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إلى تحصين مكتسبات المرحلتين السابقتين، من خلال إعادة تركيز برامج المبادرة على النهوض بالرأسمال البشري، والعناية بالأجيال الصاعدة، ودعم الفئات في وضعية هشاشة، وذلك اعتمادا على منهجية مبنية على حكامة خلاقة ومبدعة ترمي إلى تحقيق مزيد من الانسجام والفعالية.