بعد شح طويل في هطول الأمطار، جادت السماء على الأرض بتساقطات مطرية هامة، زُفت بشراها للفلاحين ومربي المواشي على مستوى جهة سوس ماسة، أملين بذلك خيرا في الموسم الفلاحي الحالي.
وينتظر الفلاحون بجهة سوس ماسة، قدوم فصل الشتاء بفارع الصبر، يستقبلونه بشوق كبير، ويفرحون بمشاهدة حبات المطر تتساقط على أرضهم، وتطفئ عطشها وتروي ضمأها وتجعلها معطاء.
وعند انتهاء أول فرصة لهطول الأمطار، يجهز الفلاحون دوابهم وسكك الحرث والعدة، وقد أخرجوا البذور من المخازن لتتناثر على التربة بتوزيعة متكافئة تبشر بانفراج قريب.
وبعد أن طوق الجفاف الموسم الماضي، رفعت هذه التساقطات منسوب الأمل في رفع حقينة السدود وتفادي نقص الماء الشروب وفتح آفاق للموسم الفلاحي بجهة سوس ماسة، التي تعتبر من الجهات الفلاحية بامتياز بالمملكة، مما سيكون له وقع إيجابي على مختلف الزراعات الخريفية (الحبوب والقطاني والأشجار المثمرة).
وبالجماعة الترابية أولاد دحو، التابعة لعمالة إنزكان أيت ملول، عاينت كاميرا قناة الأخبار المغربية (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، تأثير التساقطات الأخيرة الإيجابي على الزراعات الخريفية والأشجار والخضروات والمراعي والإنتاج الحيواني، حيث استعادت الأراضي بهذه المنطقة رونقها وبهجتها، مما يعد بانتاج فلاحي مثمر.
وبالمناسبة عبر عدد من فلاحي ومزارعي هذه المنطقة، عن تفاؤلهم بهذه الأمطار التي أزالت الغم عنهم، مؤكدين أنها ستكون عاملا في تخفيف العبء عن كاهلهم، من خلال تقليص مدة السقي وتخفيض سعر الأعلاف.
وفي هذا السياق، أعرب عبد الرحمن بن دياغ، عن تفاؤله بشأن هطول الأمطار الأخيرة، مضيفا أنها أعطت الأمل للساكنة المحلية بعد فترة طويلة من الجفاف، أملا في أن يتواصل تهاطلها حتى تسقى أراضيهم العطشى.
وفي تصريح مماثل، أعرب علي الأهبري عن سعادته الكبيرة والفلاحين بنزول الغيث النافع بعد طول انتظار، مؤكدا أن هذه الأمطار أثرت إيجابا على الأنشطة الزراعية، “وقبل كل شيء أحيت الأمل لدينا”.
وتعد جهة سوس ماسة، المصدر الأول للخضر و الحوامض على المستوى الوطني بنسبة 17.3 في المائة من الناتج الداخلي الخام الجهوي الفلاحي وتسعة في المائة من الناتج الوطني، كما تتوفر على ما مجموعه 451 ألف و165 هكتار من الأراضي المزروعة، منها 104 آلاف و 664 هكتارا مجهزة بنظام السقي بالتنقيط.
وعرف هذا القطاع تطورا كبيرا تحت مخطط المغرب الأخضر واستفاد من عدة مشاريع مهيكلة تهم جميع مراحل سلسلة الإنتاج، ويذكر على سبيل المثال البرنامج الوطني لترشيد استهلاك مياه السقي وتثمين وتسمية المنتوجات المحلية.
من جهة أخرى، يلعب القطب الفلاحي لأكادير دورا كبيرا في تثمين وتحسين جودة المنتوجات الفلاحية بالجهة، إذ يطمح إلى خلق منصة جهوية رائدة في مجالات تحويل، تسويق، وتوزيع المنتوجات الفلاحية المجالية.
وتراهن جهة سوس ماسة، كباقي جهات المملكة على استمرارية هذه التساقطات، لانعاش الزراعات الربيعية أيضا، والخروج بموسم فلاحي ناجح سينعكس على كافة المجالات، خصوصا في منطقة تعتبر الفلاحة رافعة اقتصادية ووسيلة إدماج ومورد دخل أساسي لساكنتها.