تشكل مدرسة “تمسولت” للتعليم العتيق، الواقعة بدوار تمسولت التابع لجماعة تافراوتن بإقليم تارودانت، صرحا علميا بارزا يروم الحفاظ على الطابع الروحي للمنطقة وتعزيز إشعاعها الثقافي والديني، حيث تجمع بين تعليم حفظ القرآن الكريم والإلمام بالعلوم الشرعية والانفتاح على العلوم الحديثة.
وعلى امتداد سنوات، استطاعت هذه المعلمة العلمية، التي يعود تاريخ احداثها إلى ما قبل القرن 12 هجري، أن تقدم لطلبتها برنامجا متكاملا من الدروس يزاوج بين العلوم الشرعية وحفظ الذكر الحكيم وفقا للعقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتربية على القيم الروحية وقيم المواطنة الصادقة.
ومنذ سنة 2002، أصبحت هذه المدرسة التي تم تجديدها عام 1976، تضم جميع الأطوار التعليمية الثلاثة (ابتدائي، إعدادي وثانوي)، إلى جانب داخلية تصل طاقتها الاستيعابية إلى حوالي 273 تلميذا.
وبالمناسبة، قال مدير مدرسة “تمسولت” للتعليم العتيق، إبراهيم أيت بونصر، إن هذه المؤسسة تمثل إضافة نوعية لمنطقة” هرݣيثة”، لما لها من أهمية تاريخية، إلى جانب دورها في حماية ثوابت الأمة الاسلامية في الفقه والتصوف السني المعتدل.
وأضاف، في تصريح صحفي، أن هذه المدرسة تعتبر معلمة قرآنية ومنارة علمية متجذرة في التاريخ، وما زالت تؤدي رسالتها وأمانتها الدينية بفضل جهود القيمين عليها وكذا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
وأكد أيت بونصر، أن هذه المؤسسة تضم أطرا تعليمية كفؤة تدرس جميع المواد المدرجة ضمن التعليم العمومي، و طاقما إداريا وأعوانا يعنون بالتنظيف والمطعمة، مشيرا إلى أن هذه المؤسسة تمتاز وعلى غرار مؤسسات التعليم العتيق المنتشرة بكل ربوع المملكة، بالتعمق في العلوم الشرعية، والقرآن وعلومه، والحديث وعلومه، ثم النحو والصرف والبلاغة.
والأكيد أن مدرسة “تمسولت” للتعليم العتيق، ستظل صرحا علميا فريدا ضمن الحقل الديني بإقليم تارودانت خاصة وجهة سوس ماسة عامة، وبرهانا على العناية التي يوليها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمدارس التعليم العتيق والمدارس القرآنية حتى تؤدي وظيفتها التربوية والتعليمية في تلقين قيم الدين الإسلامي السمح والوسطي.