أشرفت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم طاطا، على بناء وتجهيز ودعم مركز تصفية الدم بطاطا وتوفير الأدوية لمرضى القصور الكلوي في وضعية هشة، وذلك في إطار العناية التي توليها للمصابين بالقصور الكلوي وتحسين أوضاعهم الصحية.
ويكتسي هذا المركز، الذي يروم توفير خدمات القرب وتحسين الولوج إلى العلاجات لفائدة المرضى الذين يعانون من القصور الكلوي، أهمية كبيرة في الفلسفة ذاتها للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي ما فتئت تجعل العنصر البشري ركيزتها الرئيسية ومحركا لأي استراتيجية يتعين تفعيلها من أجل تنمية مستدامة.
وهكذا، قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ سنة 2009، ببناء المركز بما يناهز مليون و900 ألف درهم، حيث تم تجهيزه بنظام التزويد بالأكسجين وبأجهزة تصفية الدم بغلاف مالي يقدر بمليون و45 ألف درهم.
ومواكبة منها لأنشطة المركز وحاجياته المتزايدة، خصصت المبادرة مبلغا ماليا قدره 800 ألف درهم لأعمال توسعة المركز، وذلك باضافة قاعتين للتصفية وهو مامكن من رفع الطاقة الاستعابية للمركز.
ووفاء بالتزاماتها، انخرطت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بقوة في عمليات تجهيز المركز والمتعلقة بالبرنامج الخاص بدعم الأشخاص في وضعية هشاشة، حيث تم إقتناء مجموعة من المولدات لتصفية الدم وكراسي طبية وعدة تجهيزات أخرى بمبلغ ناهز مليون و600 ألف درهم.
ويسعى هذا المركز الذي تسيره جمعية “التضامن” لتصفية الدم بطاطا، إلى تقليص آجال الانتظار، فضلا عن تجنيب مرضى القصور الكلوي بهذه المنطقة عناء التنقل صوب مدينة أكادير لمتابعة حصص تصفية الدم، وكذا تعزيز البنيات التحتية الصحية بالإقليم، وتقوية العرض الصحي والنهوض به، والرفع من جودة الخدمات المقدمة للساكنة.
وفي هذا الصدد، قال المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والعناية الإجتماعية بطاطا، الحبيب أزناك، إن هذا الفضاء الصحي يقدم خدماته لحوالي 46 مريضا، مبرزا الأهمية التي يكتسيها هذا المركز، الذي يساهم في تلقي الفئات المعوزة علاجاتهم من خلال الحصص المجانية.
وأضاف في تصريح صحفي، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تواصل دعمها لهذا المركز منذ إحداثه، مما ساهم بشكل كبير في الحد من معاناة المرضى المصابين بالقصور الكلوي، على اعتبار أن الأمر يتعلق بمرض باهظ التكلفة ويتطلب إمكانيات مالية هائلة.
يذكر أن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تستند على مقاربة إرادية ومتجددة تهدف إلى تحصين وتعزيز المكتسبات مع إعادة توجيه البرامج سعيا للنهوض بالرأسمال البشري والعناية بالأجيال الصاعدة ودعم الفئات الهشة بالإضافة إلى اعتماد جيل جديد من المبادرات المدرة للدخل والمحدثة لفرص الشغل.
وترتكز المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية على أربعة برامج تشمل، تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا، ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، والدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة.