تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دعم القطاع الصحي من خلال العديد من المشاريع والمبادرات التي تم تنفيذها على مستوى إقليم تيزنيت، بهدف تحسين شروط الولوج إلى الخدمات الصحية، خاصة لدى الأشخاص الأكثر هشاشة، فضلا عن تحسين جودة الخدمات الصحية لفائدة الساكنة المحلية.
ومن بين هذه المشاريع المهمة، نجد مركز تصفية الدم بالمركز الاستشفائي الإقليمي الحسن الأول بتيزنيت، والذي يجسد بالملموس العناية الثابتة التي توليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمرضى القصور الكلوي.
ويشكل هذا المركز، الذي يبلغ عدد المستفيدين من خدماته 65 مريضا، مشروعا مهما يروم تحسين جودة الخدمات الصحية وتوفير خدمات القرب المقدمة للأشخاص الذين يعانون من القصور الكلوي.
وتعكس هذه المؤسسة الصحية، فضلا عن تقريب الخدمات الطبية من المرضى الذي يعانون من القصور الكلوي وتوفير العلاجات الضرورية لهم، فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الرامية إلى تقريب الولوج للخدمات الأساسية لاسيما العلاجات الصحية، لفائدة الشرائح الهشة بالمجتمع.
وبغية إرساء إطار عيش كريم يصون كرامة الأفراد الذين يوجدون في وضعية هشة، عملت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على دعم مركز تصفية الدم بالمركز الاستشفائي الإقليمي الحسن الأول، وكذا المساهمة، إلى جانب شركاء مؤسساتيين وخواص، في تجهيز وتسيير هذا المرفق الذي أصبح مركزا مرجعيا بالإقليم.
ومنذ إنشاء المركز، انخرطت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بقوة، في تقديم الدعم والمواكبة اللازمين من أجل ضمان إدماجهم الاجتماعي والاقتصادي، عبر تعبئة اعتمادات مالية مهمة بلغت 5 ملايين و168 ألف و725 درهم، بهدف تحسين ظروف التكفل بالمرضى، والرفع من الطاقة الإيوائية وكذا تحسين جودة الخدمات المقدمة للمستفيدين.
ومواكبة منها لأنشطة المركز وحاجياته المتزايدة، رصدت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مبلغا ماليا سنويا يقدر بـ500 ألف درهم لدعم تسيير المركز، فضلا على رصد مبلغ مالي قدره 400 ألف درهم لأشغال تهيئة الواجهة الخارجية، كما عملت على تأهيل وحدة معالجة المياه وتزويد قاعات العلاج بالأسرة الكهربائية ومختلف التجهيزات والمعدات بغلاف مالي يقدر بأزيد من مليونين و300 ألف درهم، وهو ما مكن من رفع الطاقة الاستعابية.
وبهذا الخصوص، قال المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتيزنيت، محمد العتيقي، إن تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في هذا الصدد مكنت من تحسين ظروف الاستقبال والتكفل بمرضى القصور الكلوي، مشيرا إلى أن هذه التدخلات تشمل التهيئة والمعدات والتجهيزات الطبية اللازمة للتكفل بهذه الحالات.
وأضاف في تصريح صحفي، أن هذه التدخلات ساهمت في توفير ظروف الراحة للمرضى، ومكنت أيضا من الوصول إلى “صفر مريض” على مستوى لائحة الانتظار.
ويسعى هذا المركز الذي تسيره جمعية “أصدقاء المستشفى الإقليمي الحسن الأول بتيزنيت”، إلى تجنيب مرضى القصور الكلوي بهذه المنطقة عناء التنقل صوب مدينة أكادير لمتابعة حصص تصفية الدم، وكذا تعزيز البنيات التحتية الصحية بالإقليم، وتقوية العرض الصحي والنهوض به، والرفع من جودة الخدمات المقدمة للساكنة.
وبمساهمتها في تجهيز وتسيير مركز تصفية الدم بتيزنيت، تجدد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية انخراطها الدائم لفائدة الأشخاص الذين يعانون من القصور الكلوي، من خلال ضخ دماء جديدة في مرافق هذا المركز الصحي والاجتماعي، والذي أصبح يلبي حاجيات المرضى بشكل كامل بعد أن كانت أعداد منهم مدرجة على قائمة الانتظار.
وتسعى المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عبر برامجها المختلفة، إلى تحقيق هدفين أساسيين، يتوخى الأول صيانة كرامة المواطن من خلال تحسين ظروف عيشه وتقليص العجز في البنيات التحتية والخدمات الأساسية ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، مع إعطاء أهمية قصوى للرفع من جودة الخدمات.
أما الهدف الثاني فيسعى إلى تذليل معيقات التنمية البشرية لبعض الفئات المجتمعية، عبر برامج تترجم الإرادة القوية لتركيز استهداف تدخلات المبادرة على الرأسمال البشري انطلاقا من المساهمة في تحسين الإدماج الاقتصادي للشباب وخلق فرص الشغل، وإعادة الأمل للأجيال الصاعدة ومواكبتها باعتماد مقاربة استباقية.