نظمت، أمس الجمعة بأكادير، المرحلة الثانية من الملتقيات الجهوية حول اللوجستيك، تحت شعار “اللوجستيك في خدمة قطاع الأغذية الزراعية والمجال”.
وتهدف هذه التظاهرة الاقتصادية، المنظمة من طرف “لوجيسميد” تحت إشراف وزارة النقل واللوجستيك بشراكة مع الوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجستيكية ومجلس جهة سوس ماسة وشركاء آخرين، إلى مناقشة الواقع الراهن للعلاقة بين اللوجستيك والمجال الترابي (الجهات)، وبحث تحديات المستقبل.
وتروم هذه الملتقيات، التي نظمت مرحلتها الأولى في دجنبر الماضي بمدينة طنجة، رفع رفع مستوى الوعي بين الجهات الفاعلة المحلية، العامة والخاصة، بشأن تحديات الخدمات اللوجستية، التي أصبحت في غضون سنوات قليلة عنصرا أساسيا في تنمية وتهيئة المجال الترابي.
ويتعلق الأمر أيضا بإبراز دور القطاع في جذب الاستثمار وخلق فرص العمل ومساهمته في نمو وتنافسية المقاولات وسلاسل الإنتاج.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، أن هذا الملتقى هو منصة للتبادل تدعو مختلف الجهات الفاعلة في قطاع اللوجيستيك للعمل جاهدة على جعل هذا القطاع رافعة لمواكبة دينامية التنمية التي تعرفها المملكة ومناقشة الإشكاليات اللوجيستيكية الخاصة بكل جهة.
وأضاف أن اختيار جهة سوس ماسة لاحتضان النسخة الثانية من الملتقيات الجهوية للوجيستيك راجع إلى التطور الذي تعرفه الجهة في مختلف المجالات الصناعية والتجارية والفلاحية والتي تحتاج إلى مواكبة مناسبة عبر قطاع لوجيستيكي فعال وناجع.
وأبرز أن وزارة النقل واللوجيستيك، من خلال الوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجيستيكية، وبتعاون وثيق مع شركائها، شرعت في تنزيل الاستراتيجية الوطنية للوجيستيك على مستوى جهة سوس-ماسة، مشيرا إلى أن الجهود المبذولة في هذا الإطار مكنت من إعداد المخطط اللوجيستيكي التوجيهي للجهة.
وفي هذا السياق، ذكر الوزير أنه تم إعطاء الانطلاقة في ماي 2021 للأشغال الخاصة بتهيئة الشطر الأول للمنطقة اللوجيستيكية جنوب آيت ملول، على مستوى الجماعة الترابية القليعة (عمالة إنزكان أيت ملول)، مشيرا إلى أن هذا المشروع، الذي يقع مساحة 45 هكتار، تصل تكلفته الإجمالية إلى حوالي 350 مليون درهم.
من جهته، أكد رئيس معرض “لوجيسميد”، علي برادة، أن النقل واللوجستيك يشكلا قطاعا محفزا، يساهم في تحقيق النمو وكسب العديد من الرهانات، مشيرا إلى أن هذا القطاع أضحى أساسيا في الاقتصاد الوطني.
وأضاف أن الملتقيات الجهوية حول اللوجستيك تمثل مفهوما جديدا يراعي الخصوصيات والتحديات بكل جهة، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بملاءمة هذه الملتقيات مع الحاجيات المتعلقة بالمجال الترابي واقتصاده.
وذكر أن هذه اللقاءات تهدف إلى الجمع بين الفاعلين في القطاعين العام والخاص لتبادل الخبرات وتقديم مساهماتهم لإدماج الخدمات اللوجيستيكية في مخططات التهيئة والتنمية المجالية.
من جانبه، أكد رئيس مجلس جهة سوس- ماسة، كريم أشنكلي، على أهمية القطاع اللوجستيك كرافعة رئيسية للتنمية، مستعرضا أهم المنجزات التي تم تحقيقها في هذا المجال على مستوى جهة سوس ماسة.
وعرف برنامج هذه التظاهرة تنظيم ندوات وجلسات للنقاش والتواصل، فضلا عن تنظيم معرض للمنتجات والخدمات المقدمة لشركاء التظاهرة.
وتميزت التظاهرة بمشاركة فاعلين في القطاع والمقاولات العاملة في مجالي الصناعة والتوزيع، وكذا شخصيات سياسية واقتصادية وأكاديمية.
وعلى هامش هذا الملتقى، عقد الوزير بمقر بولاية جهة سوس ماسة لقاء حول “السلامة الطرقية”، حضره، على الخصوص، والي جهة سوس -ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان، أحمد حجي.
وعقب هذا اللقاء، قام السيد عبد الجليل بزيارة لورش بناء المنطقة اللوجستيكية جنوب آيت ملول، حيث تم خلالها تقديم عرض حول المنصة اللوجيستيكية لأيت ملول.
وسيمكن هذا المشروع من تحقيق مجموعة من الأهداف من بينها، على الخصوص، خلق قدرة تنافسية لفائدة المقاولات وتعزيز موقع سوس ماسة كمنصة للمبادلات، خاصة نحو السوق الوطنية والأسواق الإفريقية.