تستعد مدينة أولاد تايمة لاحتضان فعاليات النسخة الثالثة لملتقى هوارة للمديح والسماع، المنظم من طرف جمعية إكرام للتنمية والمساعدة الاجتماعية بشراكة وتعاون مع عدد من المؤسسات العمومية والخاصة وجمعيات المجتمع المدني المحلية، تحت شعار “التصوف السني ثابت ديني مكين وضمان لنموذج حضاري مغربي رصين”، وذلك خلال الفترة الممتدة من 23 إلى 25 يونيو الجاري.
وتسعى فعاليات هذه الدورة التي تأتي في إطار الاحتفال بالذكرى العشرين لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، إلى الرقي بمكانة هذا الملتقى الثقافي والديني ضمن قائمة الملتقيات الوطنية والدولية الثقافية والدينية الكبرى ببلادنا، وجعل مدينة أولاد تايمة وإقليم تارودانت قبلة سنوية لممارسي وعشاق المديح والسماع، ومجمعا للتدارس العلمي والفكري والتعرف على مختلف الإيقاعات الروحية المغربية والأجنبية التي سيسعى الملتقى الى استضافة ألمعها وأبرزها.
وسيمنح هذا الملتقى لزواره ومحبي فن المديح والسماع، طبقا دينيا متنوعا وعلميا غنيا، وسفرا ثقافيا متميزا عبر مختلف الإيقاعات الصوفية المشاركة، في تمازج أنيق بين الترانيم الموسيقية والإنشاد الديني والكلمات المختارة،
كما سيعمل على تقريب مفهوم التصوف من أذهان الناشئة وإماطة كل التصورات والأحكام المغلوطة حوله، والعمل على ترسيخ مفاهيم التسامح الدينيِّ، وتطبيق مبادئ التعايش بين فئات البشر على تنوعهم واختلافهم، والعمل على تكريس مبادئ التضامن والتعاون المشترك خدمة للإنسانيَّة والنهوض بها إلى مراقي التقدم، في سبيل إرساء الأمن والأمان والطمأنينة على وجه هذه المعمورة، وإفشاء السَّلام العادل والشامل في مختلف الميادين والمجالات، ومناهضة الغلو والتشدد والانحراف والظلم والكراهية بين فئات البشر.
وعلى غرار السنوات الفارطة، تسعى دورة هذه السنة من مهرجان هوارة للمديح والسماع إلى تقديم برمجة متنوعة من الأنشطة، ستشمل ما هو ديني وفني وثقافي وعلمي واحساني واجتماعي واقتصادي يمس مختلف مكونات المجتمع،
ويتضمن برنامج هذه الدورة إلى جانب أمسية إنشادية والتي ستؤثثها باقة من ألمع المجموعات الإنشادية بالجهة، مجموعة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية المتنوعة، تتوزع بين ندوة علمية نسائية ومسابقة في تجويد القران الكريم ومعرض للنوستالجيا، والتفاتة تكريمية لشخصيات وفعاليات بذلت مجهودات مشهودة ومشكورة في سبيل إغناء الحقل الديني والعناية به وخدمة الوطن والدين،
كما سيتم تنظيم عملية إعذار جماعي تستهدف مجموعة من الأطفال من أبناء الأسر المعوزة بالمنطقة، وحملة للتبرع بالدم تضامنا مع مرضى القصور الكلوي ، وكذا إجراء سحب على عمرة مهداة لفائدة امام من أئمة المساجد المتواجدة بالمنطقة ممن لم يسبق لهم زيارة الديار المقدسة قط.
كما ستسهم هذه التظاهرة المتميزة من جهة أخرى في خلق دينامية اقتصادية وسياحية مهمة وخاصة ما يتعلق بالسياحة الدينية، وكذلك ستعمل على التعريف بالمقومات الاجتماعية والثقافية والمؤهلات الاقتصادية والسياحية لمنطقة هوارة خاصة وإقليم تارودانت وجهة سوس ماسة عموما.