وهي على فراش المرض، كتبت الإعلامية بشرى الشتواني رسالة مؤثرة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وهي تقاوم المرض اللعين قبل أن يخطفها الموت زوال اليوم الخميس، بإحدى المصحات الخاصة بمدينة أكادير.
بكبرياء وصمود استطاعت الراحلة أن تقتنص لحظة قصيرة من حياتها لتكتب رسالتها الأخيرة التي انفطرت لها القلوب ودمعت لها العيون، حيث كتبت بشرى الشتواني:
“مساء القوة والصمود ..لكل أحبتي أصدقائي رفاقي وعائلتي الصغيرة والكبيرة، لأولادي ناجي وعهد ولروح القلب زوجي و لاخي و صديق قلبي ياسين….
حاولت أن امنع نفسي من كتابة اي شيء يتحرك بعقلي ووجداني كي لا أصعب الأمر علي وعلى كل عزيز وعزيزة ولكن لم أستطع فقد تعودت مشاركتكم كل شيء هنا في هذا الحائط منذ أكثر من ثلاثة عشر سنة…
والآن المحطة الأصعب جدا في حياة لم تمنحني أي شيء إلا و نازلتي عليه… لم تعطني ابدا هدية مجانية، كنت في كل مرة اظفر بفرصة فرح او حب او انتصار الا وقد ادخلتني قسرا لحلبة ملاكمة شرسة..
حتى مع المرض فمنذ ثلاث سنوات وأنا أقاوم المرض اللعين الذي اختار اصلب منطقة في جسمي واستطونها قسرا…
لا استغرب فكل سرطان يريد استعمار بقعة ما يختار خطأ المكان العصي على الركوع وأنا اختار جذع جمجمتي التي صلبتها الحياة والتجارب..
كنت دائما اقول أنني سانتصر ..وفي سيرورة ثلاث سنوات من العلاج الذي لم ينقطع ابدا كنت اخرج منتصرة.. بتماسك عائلتي..
أصدقاء صادقين تشبث بهم غربال الحياة.. وشرارة حب ملتهبة مع رفيق درب كان فرصة فرح حقيقية تشبثت بهاعن استحقاق مستحق..
غدا صباحا باكرا المواجهة الحاسمة لم يبق لي سوى مشرط البروفيسور المجاطي سلاحا وطمئنينتي أن الله لن يقدرلي سوى ما هو خير لي ولأحبتي، وإيماني بأنني أقوى من المرض بكثير حتى وإن غيبني عن هاته الحياة سواءا نهائياً او جزئيا بعجز أطرافي عن الحركة، فقد انتصرت بسمعة طيبة وأصدقاء متفانون ومدينة كل احيائها تعرفني وتحبني..
قد يظهر هذا كثيراً على امرأة على أبواب الأربعين من عائلة كل حياتها عاشت تحت ظل ناكلوها حلال وحقنا عند الله..
لكني طماعة في كرم الله ورحمته وهو من زرع كل هاته المحبة في قلوب أناس لم يقوموا باي روتين يومي لهم سوى البحث عن طريقة لتوفير أكياس الدم لعمليتي وأنا ممتنة لهم بحجم الأرض والسماء..
غدا سأواجه الورم بمشرط البروفيسور المجاطي وإيماني القوي ودعوات أحبتي كلهم بدون استثناء..
غدا قد أعود لقراءة تعليقاتكم وقد لا أقرأها لكنني أكيد ان في كل الأحوال أنا منتصرة ومؤمنة وحامدة لله..
اريد ان اقول لاخي ياسين أمام كل الناس، أنا متأكدة انك لن تترك أبنائي عرضة ليتم، خاصة وانت تعرف علاقتي بهم، لكني أوصيك خيرا بهم وخصوصا ناجي الذي لم يستطع أن يقول كلمة واحدة اليوم خوفا على صمام الأمان الوحيد الذي يملكه في هذا العالم..
نعم من خلقه قادر بأن يحميه لكني أوصيك خيرا به وبعهد أيضا اعرفها لبيبة وتدخل كل القلوب دون استئذان لكنها مازالت طرية..
غاني انت عوض الله لي على سنوات الحزن وخذلان القلب أقول لك لم تقصر يوما وها أنت اليوم تجلس وحيدا في غرفتنا تضع الفرضيات أمامك، اقول لك إن عدت سنعيش أجمل الايام معا وإن ترجلت عش عني الأيام الجميلة وتذكرني بحب وفرح..
اخواتي أقول لكن أحبكن جدا وأنا قوية بكم أصدقائي أرجوكم لا تتوقفوا عن الدعوات ونلتقي جميعا قريبا ماما وبابا لا تقلقوا سنكون جميعا بخير..
سامحوني إن اخطأت في حق اي كان وأنا سامحت الكل دون استثناء محبات بحجم رحمة الله للجميع.. سانتصر”..