نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، اليوم الجمعة بالرباط، لقاء للاحتفاء بالذكرى الـ21 للاعتراف الرسمي بحرف تيفيناغ.
وتوخى هذا اللقاء، الذي نظم تحت شعار “حرف تيفيناغ بالمدرسة المغربية وبالفضاء العمومي: من الارساء الى التقييم” وشارك فيه مختصون في اللغة الّأمازيغية وبيداغوجية تدريسها، الوقوف على مدى حضور وإرساء هذا الحرف بالمدرسة المغربية وبالفضاء العمومي.
وبهذه المناسبة، قال عبد الله بوزنداك، الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في عرض تحت عنوان “تقييم الدعامات البيداغوجية المكتوبة بحرف تيفيناغ : الحصيلة والخصائص”، إن مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية التابع للمعهد قام بإصدار مجموعة من الإنتاجات الورقية والرقمية باللغة الأمازيغية وبحرفها “تيفيناغ”.
وأبرز بوزنداك، في هذا الصدد، أنه تم انجاز كتب مدرسية ألفها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بمعية الوزارة الوصية على القطاع بالنسبة للمستوى الابتدائي، فضلا عن حكايات مصورة، وأناشيد بتيفيناغ (أربعة كتب)، ومعاجم على غرار المعجم المدرسي وكراسات، ودعامات إلكترونية وغيرها، مشيرا إلى أن الحكايات المصورة توخت تدوين التراث الشفهي الأمازيغي، وكذا حكايات مستوحاة من التراث، فضلا عن حتلك التي أبدعها باحثون من المعهد وخارجه.
وبعد أن لفت الى أن المعهد أنتج عدد من الدعامات الالكترونية والأقراص المدمجة الخاصة باللغة الأمازيغية لفائدة الأطفال، دعا إلى انجاز دراسات للتتبع وتقييم استعمال هذه الحوامل والدعامات ومدى الاستفادة منها.
من جهته، استعرض مصطفى الصغير، الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في مداخلة حول “تقييم درجة تمكن المتعلمين من القراءة والكتابة في الأمازيغية بتوظيف حرف تيفيناغ “، الدراسة التي أنجزها المعهد بعد سبع سنوات من ادراج الأمازيغية وتدريسها في مراحل التعليم الابتدائي بتوظيف حرف تيفيناغ، بغية تقييم هذه التجربة.
وذكر بأن هذه الدراسة استهدفت تشخيص درجة تمكن المتعلمين من القراءة والكتابة بتوظيف حرف تيفيناغ باعتماد الموارد المعرفية والمهاراتية والكفايات المحددة في المناهج الخاصة بالمستوى الثاني من التعليم الابتدائي.
كما استهدفت الدراسة، يضيف الباحث ، تلاميذ وتلميذات نهاية السنة الثانية من التعليم الابتدائي يبلغ عددهم 1100 تلميذ وتلميذة في أوساط حضرية وقروية وشبه حضرية وناطقين وغير ناطقين بالأمازيغية الذين توفر لهم الحد الأدنى من الشروط لتعلم الأمازيغية.
وأشار إلى أن الدراسة خلصت إلى أن تعلم القراءة والكتابة في اللغة الأمازيغية بتوظيف حرف تيفيناغ لا يشكل أية صعوبة بيداغوجية خاصة بالنسبة للمتعلمين بمستوى السنة الثانية من التعليم الابتدائي.
ومن جانبه، أبرز الحسين أموزاي، الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في عرض حول “تيفيناغ في الفضاء العمومي : من الرمزية الى الوظيفية”، أن ادماج اللغة الأمازيغية يؤطره البرنامج الحكومي 2021- 2026 والذي تضمن مجموعة من الاجراءات لإدماج الأمازيغية، وكذا القانون التنظيمي رقم 16-26 المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية، وكذا دستور المملكة.
وسجل، في هذا الصدد، أنه تم ادماج الأمازيغية في عدد من المؤسسات العمومية وكذا في لوحات التشوير بالإضافة الى استقبال مرتفقين باللغة الأمازيغية في الادارات العمومية، إلى جانب اتخاد مجموعة من التدابير الأخرى، مبرزا أن المؤسسات العمومية حريصة على ادماج اللغة الأمازيغية.
وتميز هذا اللقاء بحضور عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، والأمين العام للمعهد، الحسين المجاهد، وثلة من الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي الأمازيغي.