أسدل الستار أول أمس الأحد بمركب محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، عن فعاليات الدورة الأولى من برنامج “مواهب كروية“، والذي يعد أكبر تظاهرة وطنية للتنقيب والبحث عن المواهب الكروية، في سن اقل من 14 سنة.
وكانت قافلة البرنامج قد جابت مختلف ربوع المملكة طيلة سنة ونصف عرفت مشاركة 100 ألف من الاطفال دون سن الرابعة عشرة عبر مرحلتين، الأولى محلية شملت 76 عمالة وإقليم، والثانية جهوية تاهل لأطوارها 1500 مشارك ومشاركة، حيث تم اختيار 200 منهم للمرحلة النهائية.
وتميز الدوري النهائي بحضور 200 مشارك من أجود الممارسين على المستوى الوطني الذين تنافسوا لإبراز مواهبهم أمام أطر الإدارة التقنية الوطنية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وأعضاء لجنة تحكيم تظاهرة “مواهب كروية” وكذا منقبين من مؤسسات أكاديمية كروية أخرى.
ومن المرتقب أن يحظى المتفوقون بتأطير وإدماج وتكوين المواهب الصغرى في مختلف مراكز التكوين والأندية والمنتخبات الوطنية.
ويشكل هذا البرنامج المبتكر، الذي يعد إنتاجا مشتركا بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ومؤسسة “مسك ستراتيجيز”، التي بلورت هذه التظاهرة وأشرفت على تنظيمها طيلة السنة الماضية، بإشراف وتعاون وثيق مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وإدارتها التقنية، فرصة للشباب الشغوفين بكرة القدم للتعبير عن ذواتهم بكل حرية وإبراز مواهبهم أمام المختصين والجمهور العريض.
وتعتبر هذه المبادرة، التي تتميز بكونها من صنف تلفزيون الواقع من خلال تتبع مختلف مراحل الانتقاء الأولي والمنافسة والمرحلة النهائية، أيضا ثمرة شراكة مع وزارة الداخلية، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزارة الثقافة والتواصل والشباب، وذلك في إطار تعاون يمتد على ثلاث سنوات.
وحسب بهية بنخار، رئيسة “مواهب كروية”، فقد تم تحقيق كل الأهداف المسطرة، وهو ما يصب في المحصلة في صالح كرة القدم الوطنية.
وقالت بنخار، في تصريح صحفي خلال حفل اختتام البرنامج “إننا نشعر بالفخر لأن هذا الحدث الفريد حقق كل الأهداف المسطرة، لاسيما اكتشاف المواهب الكروية الشابة، وذلك بعد رحلة بحث استغرقت سنة ونصف”.
وأشارت إلى أن “هذا البرنامج مكن من اختبار 100 ألف طفل وطفلة، جرى انتقاء 200 منهم، وستحرص الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وأكاديمية محمد السادس لكرة القدم والأندية الوطنية على مواكبتهم”.
وأوضحت أنه “من بين هؤلاء الأطفال، سيتم إدماج 20 إلى 30 طفل وطفلة داخل المراكز الفيدرالية، والعدد نفسه داخل الأندية الوطنية، في حين تم قبول 15 طفلا لاجتياز اختبارات أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، وهو ما يمثل فرصة كبيرة بالنسبة لهم”، مبرزة أن هذه المبادرة تشكل مكسبا مهما لكرة القدم الوطنية ولهذه المواهب الشابة.
ومن جهته يرى المدير التقني الوطني بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كريس فان بويفيلدي، أن الأمر يتعلق بمبادرة محمودة تساهم في العمل القاعدي الأساسي لتطوير كرة القدم الوطنية.
وقال فان بويفيلدي، في تصريح صحفي، إن “كرة القدم في المغرب هي الفائزة اليوم، لأنه، لكي تكون الأفضل في المستقبل، من الضروري توسيع قاعدة اللاعبين المكوَّنين في المغرب”.
وأشار المدير التقني الوطني إلى أنه “لتحقيق هذا الهدف، من الضروري اكتشاف المواهب الشابة في المغرب وتكوينها ومنحها الفرصة”، مشددا على أهمية دور الأندية بوصفها حلقة وصل في هذه العملية من أجل إعطاء المواهب الشابة المكتشفة إمكانية تطوير أدائها.
يذكر أن لجنة تحكيم هذه المسابقة، التي رامت اكتشاف أفضل المواهب الكروية الشابة في المغرب، ضمت كفاءات وطنية في مجال اكتشاف المواهب، ولاعبين سابقين، وصحفيين رياضيين، وكذا أطر بالإدارة التقنية للجامعة الملكية لكرة القدم متخصصين في التنقيب عن المواهب في الفئة العمرية (12-14 سنة).
وفي ظل النجاحات الكبيرة التي تحققها كرة القدم المغربية حاليا، يسعى هذا البرنامج إلى المساهمة في تعزيز هذا الزخم الاستثنائي، من خلال العمل الدؤوب الذي يبدأ من القاعدة عبر اكتشاف مواهب شابة ذات إمكانات هائلة، قادرة على التألق على أعلى مستوى وتحقيق النجومية في المستقبل، وذلك بفضل المواكبة والتأطير والتكوين رفيع المستوى.