انطلقت مساء أمس الخميس بأكادير، فعاليات الدورة الـ 19 لمهرجان “تيميتار، علامات وثقافات”، بمشاركة نخبة من الفنانين الذين يمثلون ثقافات وأساليب موسيقية متنوعة تجمعهم قيم التسامح والسلام.
ووفاء لهويته الفنية ”الفنانون الأمازيغ يرحبون بموسيقى العالم“، يجمع هذا الملتقى الموسيقي، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عددا من الفنانين المرموقين ينتمون لمشارب فنية مختلفة، غايتهم تقاسم شغف وهوس موسيقي فريد من نوعه مع الفنانين الأمازيغ وجمهور أكادير الكبير.
وفي الأمسية الافتتاحية لهذه الدورة، أتحف الفنان المصري حمزة نمرة جمهور عاصمة سوس، بباقة من أجمل أغانيه التي يجسد فيها العلاقات الاجتماعية والانسانية عبر نغمات الموسيقى، بالإضافة إلى بعض الأغاني المغربية التراثية التي أعاد توزيعها بطريقة وأدوات موسيقية عصرية كروائع، “إناس إناس” للفنان المغربي الراحل محمد رويشة، و”الصينية” لناس الغيوان و”خليلي” للمشاهب وغيرها من التلاوين الموسيقية التي نالت إعجاب الجمهور الحاضر.
وكان زوار وجمهور مدينة الإنبعاث على موعد، أيضا، خلال هذه السهرة الفنية مع الفنان المغربي الشاب زكرياء الغفولي الذي ألهب منصة ساحة الأمل بكشكول غنائي امتزجت فيه الموسيقى المغربية التقليدية والشعبية، مع نغمات الموسيقى الأمازيغية الأصيلة.
وإلى جانب، الفنانين المصري والمغربي، تميزت سهرة الانطلاقة، بعروض فنية لكل من دي جي عوماري، في جي كلامور، كريم لجواد، بالإضافة إلى فرقة أحواش تالوين.
وغير بعيد عن ساحة الأمل، وبعد خمس سنوات من الغياب تعود الفنانة السورية فايا يونان لتتحف عشاق الغناء الشعري بمسرح الهواء الطلق، بأجمل القصائد العربية، حيث غنت للحب والسلام والتعايش والحرية.
وبأسلوبها الموسيقي الفريد من نوعه ومظهرها الأصلي للغاية، استمتع جمهور مسرح الهواء الطلق أيضا، بلون غنائي خاص قدمته الفنانة المغربية “أوم”، إذ مزجت كعادتها بين الموسيقى الحسانية والشعبية وألحان كناوة.
كما احتضن المسرح أيضا الذي كان موقعا لحفل نسائي مائة في المائة، عروضا فنية للرايسات تيحيحيت تيتريت، أمينة تيويريت، فاطمة تاسعجيت اللاتي قدمن كشكولا متنوعا من هذا الفن الأمازيغي المتجذر، إضافة إلى الفنانة خديجة أطلس.
وفي تصريح صحفي، على هامش حفل الافتتاح، قال المدير الفني للمهرجان، إبراهيم المزند، إن دورة هذه السنة تشكل احتفالا بالتنوع الموسيقي، حيث تلتقي فيه ثقافات العالم، مضيفا أن مهرجان تيميتار أصبح موعدا لا غنى عنه في الساحة الموسيقية المغربية والأمازيغية، حيث يجذب آلاف المتابعين من جميع أنحاء العالم لتذوق تنوع موسيقى مغربي وعالمي كل سنة.
وأوضح أن الدورة الـ19 تعرف مشاركة أزيد من 40 فنان وفنانة وأكثر من 350 موسيقي وموسيقية، يتوزعون على ثلاث منصات رمزية بمدينة أكادير، منصة ساحة الأمل، ساحة بيجاوان ومسرح الهواء الطلق، كل منها تعكس أسلوبا فنيا يستهدف جمهورا نوعيا لملامسة كل الأذواق.
وعلى أعتاب احتفالية مرور عقدين على ميلاده، سيقدم مهرجان تيمتار في دورته الـ19 والممتدة إلى غاية 6 يوليوز الجاري، تنوعا موسيقيا يحتفي بموسيقى العالم، عبر توليفة فنية تمزج بين فن الراي، الجاز، البوب، الفيزيون، الموسيقى الإلكترونية والأفريقية.