رغم التحديات المناخية الصعبة التي فرضتها موجات الجفاف المتتالية، تمكن المغرب من تحقيق قفزة نوعية في صادراته الفلاحية بشكل ملحوظ، ليؤكد بذلك على قدرته على التكيف والصمود في وجه التغيرات المناخية.
وكشفت منصة “إيست فروت” المتخصصة في تحليل البيانات الفلاحية، أن معدل نمو الصادرات الفلاحية للمغرب سنويا، تقدر بنسبة 8 في المائة، ما يضعه في الرتبة الرابعة عالميا بعد كل من مصر التي تحتل المركز الأول بنسبة 12 بالمائة.
واعتبر المصدر ذاته، أن نمو الصادرات الفلاحية في المغرب كان من الممكن أن يكون أسرع لولا النقص الخطير في المياه الناجم عن التغير المناخي السريع في المواسم الأخيرة.
وقد ساعدت هذه الزيادة في تعزيز مكانة المغرب كأحد أبرز المصدرين في السوق العالمية، خاصة فيما يتعلق بالفواكه الطازجة مثل التوت الأزرق والفراولة والتوت الأحمر.
وقد سجلت صادرات المغرب من التوت الأزرق، على سبيل المثال، ارتفاعاً قياسياً لتصل إلى حوالي 27 ألف طن سنة 2024، بينما زادت صادرات التوت الأحمر لتبلغ 22 ألف طن.
هذه الزيادة الكبيرة في الإنتاج والصادرات تعود جزئيًا إلى التوسع في الأسواق الجديدة مثل الهند وكندا، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات التجارية مع دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، التي تستحوذ على النصيب الأكبر من الصادرات المغربية.
ورغم أن المغرب يواجه تحديات بيئية صعبة، إلا أنه استطاع أن يحافظ على تنافسية منتجاته الفلاحية في الأسواق العالمية، مما يعزز من دوره كمصدر رئيسي للمنتجات الفلاحية عالية الجودة.
وعلى الرغم من هذا النجاح، يبقى الجفاف تحديًا مستمرًا يفرض على المغرب مواصلة الابتكار في مجال الفلاحة، كما تتطلب مواجهة هذه التحديات استثمارات أكبر في التكنولوجيا الزراعية، وإدارة الموارد المائية بكفاءة أكبر، وتوسيع نطاق البحث والتطوير في مجال الزراعة المستدامة.