بالجماعة الترابية تالكجونت، وعلى غرار الجماعات التابعة لإقليم تارودانت، عادت مجموعة من الأسر إلى منازلها، التي اكتست حلة جديدة، بعد أن خضعت لعمليات الإصلاح والترميم بعد زلزال 8 شتنبر الماضي.
فبفضل التعبئة المستمرة التي أبانت عنها جميع الأطراف المعنية، وكذا روح التعاون والتفاعل الإيجابيين للساكنة المستهدفة، تم الانتهاء من أشغال إعادة بناء 21 مسكنا، بما في ذلك أشغال الصباغة والتبليط، بينما يوجد 127 مسكنا آخرا في مراحله النهائية.
وتشرف السلطات المحلية واللجن التقنية المكلفة بالتتبع والمواكبة على عملية إعادة الإعمار هذه، وذلك من أجل السهر على احترام المعايير الهندسية المعتمدة، وطرق البناء الملائمة واستعمال الآليات المناسبة.
وفي تصريح صحفي، قال عزيز الفقير، تقني بجماعة تالكجونت، إن عملية إعادة تأهيل المنازل المهدمة جزئيا أو كليا تتقدم بإيقاع مدعم، مؤكدا إصدار ما مجموعه 636 رخصة بناء لحد الأن للأسر المستفيدة.
وأضاف أنه منذ الأيام الأولى بعد الزلزال، تم بذل جهود ضخمة لضمان حسن سير هذه الأوراش المفتوحة وتأمين، في الآجال المحددة، وإعادة إسكان المتضررين، وفك العزلة عن الدواوير وإعادة تأهيل الطرق.
من جانبه، عبر محمد أيت لشكر، أحد المستفدين من عملية إعادة بناء المساكن المتضررة من الزلزال بجماعة تالكجونت، عن سعادته وارتياحه للتقدم المحرز في أعمال إعادة الإعمار، مشيرا إلى أن هذا العمل لم يكن من الممكن أن يكتمل لولا الالتزام الثابت من جانب السلطات المحلية وباقي الأطراف المعنية.
وأضاف أن هذه العملية واسعة النطاق تتواصل في ظروف جيدة، مشيدا “بالعمل الكبير الذي تقوم به السلطات المحلية على مستوى التتبع الدقيق للأشغال والاستعداد الدائم لتقديم العون للمواطنين في هذه الظروف الاستثنائية”.
وفي تصريحات صحفية نوهت مجموعة من الأسر بالمبادرات التي قامت بها السلطات العمومية، مؤكدة أنها تستفيد هي أيضا من ألفين و500 درهم كدعم شهري.
وفي انتظار استكمال أشغال إعادة بناء وتأهيل منازلها، أفادت بعض الأسر بأنها تقطن لدى الأقارب أو الجيران، في حين قامت أسر أخرى باكتراء منازل بفضل الدعم الشهري المقدم لها، في وقت لا زالت فيه بعض الأسر تقطن في الخيام.
يشار إلى أنه وحسب معطيات السلطات المحلية على مستوى اقليم تارودانت، ومن بين 15 الف و394 أسرة تهدمت مساكنها أو تضررت، فإن 3 آلاف و825 أسرة تقطن حاليا في الخيام.
وتجري أشغال إعادة الإعمار هاته، التي تتواصل بدون توقف، في احترام تام للبعد البيئي والتراثي ونمط العيش الخاص بهذه المنطقة.