تسببت الفيضانات غير المسبوقة والاستثنائية التي عرفتها جماعة تمنارت بإقليم طاطا ليلة 8 شتنبر 2024 في العديد من الخسائر المادية والبشرية، حيث ارتفع منسوب المياه في الأودية الى مستويات قياسية تسببت في غرق وعزلة عدة دواوير وخروج بعض المرافق الحيوية عن الخدمة.
وأوضح عمر بوهوش رئيس جماعة تمنارت في منشور على الصفحة الرسمية للجماعة بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن هذه الفيضانات نجمت عنها عدد من الخسائر والأضرار تمثلت في تسجيل 13 حالة وفاة وفقدان امرأة واحدة، كلهم من أبناء الجماعة، وحالة وفاة واحدة خارج الإقليم، كما تسببت في انهيار وتدمير عدد من المنازل والممتلكات الخاصة كليا أو جزئيا.
وأضافت الجماعة أنه فيما يخص التجهيز والماء، تم تدمير شبكة الماء الصالح للشرب بشكل كلي أو جزي
وطمر عدة ابار وجرف تجهيزاتها، كما تم تدمير وتدهور حالة الطرق المصنفة والجماعية على مستوى عدة نقط خاصة الطريق الجهوية 107 و طريق أوكرضا.
وبخصوص الفلاحة، فقد ألحقت الفيضانات أضرارا جسيمة بالحقول والأشجار خاصة النخيل وبالمحاصيل والبنية التحتية الهيدروفلاحية بالواحات على ضفتي الأودية حيث تم تسجيل جرف عدة هكتارات من الواحات، وطمر العديد من الابار والعيون والخطرات، وجرف التجهيزات الهيدروفلاحية.
كما تسببت السيول في تدمير شبكة السواقي والمسالك داخل الواحات بشكل كلي أو جزئي، وجرف الحواجز الحجرية بعدة مقاطع على طول الأودية، ونفوق عدة رؤوس من الأغنام، بالإضافة إلى تراكم أكوام هائلة من أشجار النخيل التي جرفتها سيول الأودية بالقرب من منازل المواطنين وداخل الواحات وعلى ضفاف الأودية.
وبخصوص قطاع التعليم أكدت الجماعة الترابية تمنارت في منشورها، أن الفيضانات قد تسببت في إتلاف فرعية أوكرضا بشكل كامل.
وفيما يخص الكهرباء، فقد تم تدمير وجرف وإتلاف شبكة الكهرباء بنسب متفاوتة على مستوى دواوير سموكن، وفي مجال الاتصالات، تم تسجيل انقطاع كل لشبكات الاتصال لارتباطها بشبكة الكهرباء.
وأشار المصدر ذاته إلى أن بعض الأضرار الناجمة عن تلك الفيضانات ليست فقط في دواوير سموكن المتضررة، بل طالت كل الدواوير بالمجال الترابي لجماعة تمنارت.
وأضاف أنه وفور وقوع الكارثة تجندت كل السلطات لفك العزلة مؤقتا حيت تم فتح الطرق والمسالك التي تضررت وإيصال المساعدات الغذائية خاصة الماء الصالح للشرب والشروع في إعادة الخدمات الأساسية: التعليم، الكهرباء، الماء والهاتف إلى وضعها الطبيعي تدريجا.
وموازاة مع فك العزلة عن الدواوير المحاصرة تقاطرت على المنطقة فرق الإنقاذ من القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية بحثا عن المفقودين تحت أنقاض المباني المهدمة وعلى طول الأودية من فم الحصن إلى دوار أوكرضا بتمنارت حيث اسفرت عملية التمشيط عن العثور على 14 جثة فيما واحدة في عداد المفقودين.
ولتقييم الوضعية والخسائر المادية الناجمة عن هذه الأمطار الطوفانية أشار المصدر ذاته، إلى أنه قد تم عقد لقاء بتمنارت تحث رئاسة عامل إقليم طاطا مصحوبا برئيس المجلس الإقليمي وحضور رئيس الجماعة وممثلي المصالح الخارجية بالإقليم والمجتمع المدني بتمنارت تم خلاله الوقوف على مختلف الخسائر و دحجمها.
كما استعرض ممثلو المصالح الخارجية الممثلة لقطاعات التجهيز والماء والنقل، الفلاحة، المكتب الوطني للكهرباء، التعليم، الصحة والاتصالات، أوجه التدخل العاجل لإعادة مختلف الخدمات إلى وضعها مؤقتا مع تعبئة الاعتمادات المالية والتعجيل ببرمجة الصفقات الخاصة بتحسين وتجويد واستدامة هذه الخدمات.