الرحالة الشهير والمشجع الوفي لأسود الأطلس، عبد الله صديق، المعروف بين أصدقائه بلقب “أزنزار”، والذي يعني “الشعاع” باللغة الأمازيغية، يجسد معنى هذا الاسم بامتياز.
حضر عبد الله إلى أوزبكستان لدعم المنتخب الوطني في كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة واغتنم الفرصة لتوزيع منشورات وبطاقات بريدية تروج للمغرب، مساهما بطريقته الخاصة في تعزيز إشعاع المملكة.
عبد الله، الذي ينحدر من آيت برايم في ضواحي مدينة تزنيت ويعيش في أكادير، لديه طريقة فريدة لضمان وصول جهوده إلى أقصى مدى دون الحاجة لحمل كميات كبيرة من الكتب أو التجول في الشوارع لتوزيعها.
إذ يتوجه إلى الجامعات والمكتبات ليقدم لهم مجموعة من المنشورات التي تتحدث بلغات متعددة عن المغرب.
وقال عبد الله صديق في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “بما أنني أسافر كثيرا لدعم المنتخب الوطني، فكرت في القيام بمبادرات ترويجية للمغرب في البلدان التي أزورها”.
”كذلك، أحمل منشورات تبرز الثقافة المغربية الأمازيغية والمؤهلات السياحية لبلادنا، بالإضافة إلى بطاقات بريدية، لتوزيعها في البلدان التي أزورها”، يحكي عبد الله الشغوف بالموسيقى.
وهذه بالضبط هي “المهمة” التي يود إتمامها بنجاح في بخارى، قبل مباراة دور ثمن النهاية بين المغرب وإيران، مرتديا قميص الفريق المغربي، الذي كتب عليه “أكادير” بالأحرف اللاتينية ولقبه “أزنزار” بحروف تيفيناغ، ومتزينا بقبعة “التارازة” المغربية التقليدية المصنوعة من القش وملونة بألوان العلم الوطني، حيث توجه عبد الله صديق إلى جامعة بخارى الحكومية، حاملا معه كتبه القليلة وبطاقاته البريدية، بالإضافة إلى حسن نيته وشغفه بثقافة بلاده.
ورغم عقبة اللغة، تمكن أزنزار من ربط التواصل مع مسؤولي الجامعة الذين أظهروا رغبة حقيقية في الترحيب بهذا الزائر الفريد.
وساهم ظهور أستاذ يتحدث اللغة العربية في تسهيل الأمر مما حول ما بدا في البداية فكرة غير قابلة للتحقيق إلى حدث حقيقي داخل المؤسسة.
وقد أُعجب مسؤولو الجامعة بالمبادرة، حيث خصصوا له استقبالا حارًا، تضمن زيارة مرتجلة لبعض مرافق الجامعة، بما في ذلك المتحف الذي يعرض تاريخ وثقافة بخارى، والمكتبة حيث قدم عبد الله “كنزه الثمين” إلى المسؤولين عنها.
لم ينته الحدث بدون الشاي الأوزبكي التقليدي والحلويات، بالإضافة إلى حوار ودي حول المغرب وأوزبكستان وكرة القدم والموسيقى وغيرها من المواضيع، بطبيعة الحال مع جلسة تصوير تذكارية.
وعند مغادرته، حصل أزنزار في المقابل على هدية ، وهي عبارة عن كتاب عن مدينة بخارى، وعد بتقديمه إلى مكتبة في المغرب.
وهكذا تكون المهمة قد أُنجزت بنجاح لهذا المشجع المغربي البالغ من العمر 47 سنة، الذي يقول إنه حضر “كأس العالم لكرة القدم في روسيا وقطر، وكأس إفريقيا في الغابون ومصر وكوت ديفوار، بالإضافة إلى دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة”.
وقد خطرت له فكرة الترويج لبلاده للمرة الأولى في روسيا خلال كأس العالم 2018. وقال”قمت بذلك لأول مرة في روسيا سنة 2018، ثم كررت التجربة خلال التظاهرات الرياضية التي حضرتها لدعم المنتخب الوطني”.
وأضاف عبد الله “في روسيا، بدأت في توزيع بطاقات بريدية أثناء العزف مع الموسيقيين في الشوارع. كما جاءتني فكرة ترك منشوراتي المكتوبة باللغة الروسية مع الكتب التي يستعيرها ركاب المترو لقراءتها أثناء رحلتهم وإعادتها عند الوصول، وهكذا جابت المنشورات المدينة دون عناء”.
بعد ذلك ،يضيف الرحالة المغربي، خلال رحلاتي إلى إفريقيا، بدأت في استهداف الجامعات، لا سيما خلال الدورة الأخيرة من كأس إفريقيا في كوت ديفوار التي سافر إليها برا.
وأشار إلى أنه خلال هذه الرحلة، قام بمبادرات مماثلة في نواكشوط وداكارو زينغشور جنوب السنغال وباماكو وكورهوغو وسان بيدرو في كوت ديفوار.
وأفاد عبد الله ، الذي عبر عن أمله في أن يقوم مواطنوه بذات المبادرات ، للمساهمة في إشعاع المملكة، أنه في أوزبكستان، وزع من قبل منشورات عن المغرب في المكتبة الوطنية في طشقند مع بداية كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة.
وخلص الى أنه “نداء لكل من يسافر سواء لدعم المنتخب الوطني أو كسائح عادي، ليحمل معه أشياء تعرِّف ببلدنا ويقوم بتوزيعها، حتى يكون كل واحد منا سفيرا للمغرب في البلدان التي يزورونها”.
وعن لقبه، يقول عبد الله: “أطلق علي أصدقائي هذا الاسم منذ صغري، حيث كنت أعزف مقطوعات موسيقية لفرقة إزنزارن (جمع أزنزار) على آلة الٱرمونيكا، والتي كنت أُعشقها كثيرا”.
ومع مرور السنوات نضج “أزنزار” وبات يزرع في كل مكان يذهب إليه بذور الحب للمغرب، والرغبة في التعرف عليه أكثر كما كان عليه الشأن في جامعة بخارى الحكومية.
إعداد: علي رفوح (و.م.ع)