أعربت عدد من جمعيات المجتمع المدني بجماعة أورير إقليم أكادير إداوتنان، عن استنكارها وتنديدها الشديد، لما تتعرض له اللجن المحلية لجمع الكلاب الضالة بالأماكن العامة، من مضايقات وتصرفات واعتراض لعملها، من لدن أجنبيات من جنسيات أوروبية.
وأفادت الجمعيات المذكورة في بيان استنكاري توصلت “أكاديرإنو ” بنسخة منه، أن الأجنبيات المذكورات يسترزقن بظاهرة الكلاب الضالة، قصد جمع أموال طائلة بشكل غير مشروع، وعلى حساب صحة وسلامة عموم ساكنة أورير، وإحداث مستودعات للكلاب الضالة بشكل غير مرخص، ووسط الأحياء السكانية، وما يصدر من ذلك من إزعاج لراحة المواطنين.
وأعلنت الجمعيات المذكورة من خلال البيان نفسه، عن تضامنها المطلق واللامشروط مع اللجن المحلية لجمع الكلاب الضالة بالمنطقة، كما أكدت على احترامها لكل المواثيق الوطنية والدولية للمملكة بالتعامل الإنساني والرفق بالحيوانات.
كما عبرت عن استنكارها الشديد لتصرفات الأجنبيات المخل والمعرقل للجن المحلية لجمع الكلاب الضالة، كما أشادت بالجهود المبذولة من طرف المصالح الجماعية والسلطات المحلية والأمنية في محاربة ٱفة الكلاب الضالة بالأماكن العامة.
والتمست جمعيات المجتمع المدني بجماعة أورير من الجهات المسؤولة بالصرامة في تطبيق القانون، وتسريع إخراج مشروع ملجأ الكلاب والقطط الضالة بأكادير.
يذكر أن أشغال بناء ملجأ للكلاب والقطط الضالة بمدينة أكادير قد عرفت تقدما ملحوظا، حيث تسير الأشغال بوثيرة جيدة، وفق الجدولة الزمنية المحددة لها.
وأفادت جماعة أكادير في منشور على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي ‘فيسبوك” أن هذا المشروع الذي يقع بمنطقة أنزا شمال مدينة أكادير، قد تم إنشاؤه على مساحة 3941 متر مربع، حيث تبلغ طاقته الاستيعابية حوالي 1000 كلب و200 قطة.
ويأتي هذا المشروع، وفق المصدر ذاته، في إطار جهود المدينة لمواجهة ظاهرة الحيوانات الضالة التي تشكل تهديدا للصحة العامة وسلامة المواطنين.
كما يعتبر خطوة هامة نحو تحسين الأمن البيئي والاجتماعي من خلال الحد من تواجد الكلاب والقطط الضالة في الشوارع والمناطق السكنية.
ويهدف هذا المشروع الذي يعكس التزام المدينة بالتنمية المستدامة والحفاظ على التوازن البيئي، إلى توفير بيئة آمنة ومستدامة تضمن رعاية هذه الحيوانات وتقديم الخدمات الصحية اللازمة لها، بما في ذلك التعقيم والتطعيم، للمساهمة في تقليل مخاطر انتشار الأمراض.
كما يهدف إلى تحسين جمالية المدينة والحفاظ على البيئة الحضرية النظيفة، مما ينعكس إيجابيًا على جودة الحياة اليومية للساكنة.
وكان المجلس الجماعي لأكادير، قد صادق في الجلسة الأولى من دورته العادية برسم شهر أكتوبر 2024، على اتفاقية شراكة مع الجمعية المغربية لحماية الحيوانات SARA.
وتأتي هذه الاتفاقية في سياق مواجهة ظاهرة انتشار الحيوانات الضالة التي أصبحت تشكل تهديدا على الصحة العامة وسلامة السكان، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على المشهد الحضري للمدينة.
وتتمحور الاتفاقية حول عدة جوانب رئيسية، أهمها توفير الغذاء والرعاية للحيوانات الضالة، وخاصة الكلاب التي تنتشر بشكل كبير في شوارع المدينة، من خلال تمويل جزء من احتياجات تغذية هذه الحيوانات لتحسين ظروف معيشتها وتقليل المخاطر المحتملة الناجمة عنها.
كما تهم هذه الاتفاقية تنظيم عمليات التعقيم والتلقيح للكلاب الضالة، حيث تهدف هذه العمليات إلى الحد من تكاثر الحيوانات الضالة بطريقة فعالة، مما يسهم في تقليل أعدادها تدريجيا، وبالتالي الحد من المشاكل البيئية والصحية التي تترتب على وجودها بكثافة في المدينة.
وتلتزم جماعة أكادير بتخصيص مبلغ 800 ألف درهما سنويا لدعم هذه المبادرة، ويشمل هذا الدعم تغطية تكاليف عمليات التعقيم، التلقيح، والأدوية اللازمة للحيوانات، ما يعكس التزام الجماعة بإيجاد حلول فعالة لمشكلة الحيوانات الضالة من خلال تخصيص موارد مالية كافية لتنفيذ الإجراءات الضرورية.
وتعزز هذه الاتفاقية أيضا التعاون مع المجتمع المدني، حيث تعمل الجمعية المغربية لحماية الحيوانات، بالتنسيق مع جمعيات الرفق بالحيوانات، على تنفيذ العمليات الميدانية والإشراف على رعاية الحيوانات، ما يؤكد أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه جمعيات المجتمع المدني في حل القضايا البيئية والاجتماعية.
وتمثل هذه الاتفاقية خطوة مهمة نحو تحقيق بيئة حضرية متوازنة ومستدامة، من خلال اتباع نهج إنساني في التعامل مع الحيوانات الضالة.