في موكب جنائزي مهيب، شيعت ساكنة أكادير زوال اليوم الأربعاء 22 يناير الجاري، جثمان الفنان الأمازيغي الرايس الحسن بلمودن، والذي وافته المنية أول أمس الإثنين، في إحدى المصحات بالدار البيضاء، بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة.
وقد حضر مراسيم الجنازة عدد كبير من أصدقاء وجيران الفقيد وعدد من الفنانين يتقدمهم الفنان الأمازيغي أحمد أوطالب المزوضي، إلى جانب أفراد أسرة الفنان الراحل.
وأكد عدد من أصدقاء الراحل أن وفاته كانت بمثابة صدمة، بالنظر لما كان يعرف به من طيبوبة وكرم وتواضع وأخلاق حميدة، مؤكدين أن وفاته خلفت حزنا وأسى عميقين في نفوس أصدقائه وجمهوره الفني العريض.
وأكدت مصادر الجريدة الإلكترونية “أكاديرإنو ” أن الفنان بلمودن كان قد أحيا سهرة يوم الأحد الماضي بمناسبة رأس السنة الأمازيغية بمدينة الدار البيضاء رفقة الفنان الرايس أحمد أوطالب المزوضي، قبل أن يتعرض لأزمة صحية، عجلت بنقله إلى المستشفى بمدينة سطات.
وأضافت المصادر ذاتها، أن الفنان أحمد أوطالب المزوضي قد تكفل رفقة بعض محبي الفقيد، بنقله لأحد المصحات الخاصة بحي المعاريف بمدينة الدار البيضاء، قبل أن يتوقف قلبه عن النبض.
وقد ولد الراحل الحسن بلمودن في قبيلة آيت طالب بإمنتاكن، إقليم تارودانت، ونشأ في منطقة متوگة، ويعد واحدا من أبرز رموز الساحة الفنية الأمازيغية، حيث ترك بصمة مميزة في مجال الفن والتراث الأمازيغي.
بدأ مسيرته الفنية في سن مبكرة، حيث تميز بصوته العذب وأدائه المميز لآلة الرباب، مما جعله يحظى بشعبية كبيرة بين محبي الفن الأمازيغي الأصيل.
وقدم العديد من الأعمال الفنية منذ زمان والتي لاقت استحسان الجمهور، وساهم في الحفاظ على التراث الموسيقي الأمازيغي بالأخص ألة الرباب التي استحق عليها لقب “المايسترو”، كما تتلمذ على يده الكثير من الفنانين.
بالإضافة إلى مسيرته الفنية، كان المرحوم الحسن بلمودن معروفا بنشاطه الاجتماعي والثقافي، حيث شارك في العديد من المهرجانات والفعاليات التي تهدف إلى تعزيز الثقافة الأمازيغية.
كما كان له دور بارز في دعم الفنانين الشباب وتشجيعهم على تطوير مواهبهم، مما جعل رحيل الفنان الحسن بلمودن خسارة للفن الأمازيغي الذي فقد أحد أعمدته ورموزه البارزة.
رحم الله الفقيد الحسن بلمودن وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.