رحل الرايس الحسن بلمودن وترك “الرّباب” يتيما..

رحل الرايس الحسن بلمودن وترك “الرباب” يتيما.. هكذا عبر عدد من المهتمين تعبيرا عن حزنهم على وفاة أحد أهرامات الفن الأمازيغي وأحد أمهر العازفين على آلة الرباب السوسي.

لم تكن فاة الفنان الحسن بلمودن حدثا عاديا، بل كان بمثابة صدمة لعشاق ومحبي هذا الفنان، نظرا للمكان التي يحظى بها كأحد أعمدة وأهرام فن الروايس ومايسترو آلة الرباب.

وقد ولد الفنان الحسن الأنصاري المعروف بالرايس الحسن بلمودن بمنطقة شيشاوة سنة 1952 وحضي بالنشأة والتربية الفنية رفقة كبار الروايس المتوفين، أمثال محمد بونصير، وعمر واهروش والحاج محمد البنسير.

وانطلق بلمودن في مسيرته الفنية، ليصبح مايسترو الموسيقى الأمازيغية، حيث شارك مع العديد من الفرق الموسيقية ورافق العديد من الروايس والرايسات من مختلف الأجيال.

ويرجع الفضل في المكانة المتميزة والمحترمة التي يحظى بها هذا الفنان داخل الأوساط الفنية إلى مهاراته في العزف وإلمامه بكل تفاصيل الرباب، وهو ما أهله إلى المساهمة في أزيد من 2000 شريط موسيقي وغنائي أنتج إلى الآن.

كما ساهم في المشهد الموسيقي الأمازيغي بمقاطع موسيقية أثبتت قوته وأصالته فنيا واحترافيا، وهو ما يعترف به كبار الفنانين والعازفين في مجال الموسيقى والأغنية الأمازيغية.

هذا بالإضافة إلى مشاركته في مجموعة من المهرجانات والحفلات الموسيقية داخل وخارج الوطن، كما أسس مدرسة فنية متميزة في مجال الأغنية الأمازيغية الحديثة وخاصة فن الروايس.

كما حضي الراحل بالعديد من التكريمات والجوائز التقديرية اعترافا بعطائه الفني والإبداعي من بينها جائزة الحاج بلعيد للموسيقى لسنة 2010 التي ينظمها الفرع الجهوي للنقابة المغربية للمهن الموسيقية بجهة سوس ماسة.

كما أغنى الساحة الفنية بعدد كبير من المعزوفات والمقاطع الموسيقية والأغاني والأشعار الأمازيغية الخالدة.

لقد ظل الرايس الحسن بلمودن وفيا لآلة الرباب التي لازمته إلى آخر يوم في حياته، إنها قصة حب طويلة جمعت الراحل بهذه الآلة الوترية التي تعد أيقونة الفن والموسيقى الأمازيغية على امتداد العصور.