منذ أن فقد حزب العدالة والتنمية موقعه في المشهد السياسي المغربي، لم يتوقف عن ممارسة هوايته المفضلة “التضليل والتشويش”، وكأن قادته لا يستطيعون التنفس دون إثارة البلبلة والركوب على الأزمات، حتى لو كان الثمن هو تزوير الحقائق والاستخفاف بذاكرة المغاربة.
آخر فصول هذه الممارسة غير الأخلاقية كانت في قضية عيد الأضحى، حيث تعمد “إعلام البيجيدي” وبعض أذرعه الرقمية ترويج تصريح قديم لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، وإخراجه عن سياقه، في محاولة رخيصة لكسب الرأي العام.
التصريح الذي يعود إلى ماي 2023، حين كانت الظروف الاقتصادية مختلفة، استخدمه هؤلاء لتوجيه اتهامات كاذبة لأخنوش، متجاهلين أن الواقع اليوم تغير، وأن قرار عدم ذبح الأضاحي هذا العام جاء بتوجيه ملكي سامٍ صادر عن أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، مراعاةً للظروف الاقتصادية وتأثر قطاع الماشية.
فهل نسي “الإخوان” أن أي قرار يخص الشعائر الدينية هو من اختصاص إمارة المؤمنين، وليس من صلاحيات رئيس الحكومة؟ أم أن محاولاتهم البائسة للإثارة جعلتهم يتجاوزون كل الحدود؟
المعارضة بالأكاذيب
منذ هزيمته المدوية في انتخابات 2021، لم يستطع حزب العدالة والتنمية تطوير خطابه السياسي، وممارسة معارضة مسؤولة وجادة، واختار بدلاً من ذلك أسلوب التهييج والتشويش والتلاعب بالمشاعر بقيادة ثرثارهم الكبير بنكيران.. تارة عبر تسويق الأخبار الزائفة، وتارة أخرى عبر تهييج الفئات الهشة بخطاب بائس، محوره أن كل شيء في البلاد منهار منذ مغادرته السلطة.
لكن الحقيقة أن المغاربة لم يعودوا يثقون في هذا الأسلوب الشعبوي، الذي يبيع الوهم ولا يقدم الحلول، فماذا قدم الحزب خلال عشر سنوات من الحكم؟ غير إضعاف القدرة الشرائية للمواطنين، وتكبيلهم بقوانين مجحفة، وإغراقهم في الديون؟ واليوم، بدل أن يمارس نقدًا مسؤولًا، يختار اللجوء إلى الكذب كأداة للعودة إلى الواجهة.
التضليل منهج ثابت
كذب “البجيديون” ومن يدور في فلكهم، فقد اعتادوا على ممارسة التضليل حتى عندما كانوا في السلطة، فكيف سيكون حالهم اليوم وهم في المعارضة؟ من معاركهم الزائفة حول ارتفاع الأسعار، إلى تحريفهم لتصريحات المسؤولين، إلى التباكي على قرارات سيادية لا دخل لهم فيها، يؤكدون مرة أخرى أن الصدق والنزاهة الفكرية آخر همومهم.
ما قاموا به في قضية عيد الأضحى مجرد حلقة جديدة من مسلسل التضليل، هدفها التشويش على القرارات الملكية السامية التي تصب في مصلحة المواطنين، لكن كما جرت العادة، سيكتشف المغاربة سريعًا زيف خطابهم، وسيدركون أن هذه المعارضة الفاشلة لا تملك شيئًا تقدمه سوى الأكاذيب.
صدق من قال.. كذب البجيديون ولو صدقوا!