ترأس حسن مرزوكي نائب رئيس مجلس جهة سوس ماسة، أمس الإثنين بأكادير، افتتاح فعاليات التجمع التقني الأول لبرنامج التنمية الاقتصادية Terr’ESS،”مجالات ترابية فرنكوفونية من أجل الاقتصاد الاجتماعي والتضامني” ، الذي تنظمه الجمعية الدولية للجهات الفرنكفونية وجمعية جهات المغرب وجهة “نوفيل أكيتان” وجهة سوس ماسة.
وخلال كلمته الافتتاحية ذكر حسن مرزوكي بانخراط جهة سوس ماسة في هذا البرنامج منذ الإعلان عنه خلال نونبر 2024 ومشاركتها في تنظيم أول ملتقى لها بأكادير.
وأكد نائب رئيس الجهة أن المغرب اعتمد منذ الاستقلال سياسة الانفتاح على العالم ونسج علاقات تعاون وشراكة ثنائية ومتعددة الأطراف، وهو ماتكرس خلال العقدين الأخيرين بفضل الإرادة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي بوأ المغرب مكانة متميزة على المستوى الدولي بفضل شراكات ناجعة ومتنوعة.
وأضاف حسن مرزوكي، أن انخراط جهة سوس ماسة في تنظيم هذا اللقاء يأتي تماشيا مع هذه الإرادة الملكية السامية، وانفتاح الجهة على التعاون اللامركزي وسياسة التسويق الترابي لمؤهلات الجهة، وتعزيز إمكانيات وفرص تقاسم التجارب وتبادل الخبرات خصوصا في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وفي هذا الصدد، ذكر نائب رئيس الجهة بالرؤية الاستراتيجية لسوس ماسة من خلال التصميم الجهوي لإعداد التراب في أفق 2045، وكذا برنامج التنمية الجهوية 2022-2027 بركائزه السبع التي تروم تحقيق تنمية شاملة متعددة الأبعاد يكون لها الأثر الإيجابي على ساكنة الجهة من خلال تطوير البنية التحتية ذات التوجه الاقتصادي، النسيج الاقتصادي والمقاولة وتشجيع الشغل، التهيئة المجالية، التنمية البيئية، التنمية الاجتماعية، الثقافة والهوية الأمازيغية وكذا خلق أدوات وآليات حكامة جهوية مبتكرة.
وفي هذا الإطار أولت الجهة عناية خاصة للاقتصاد الاجتماعي والتضامني الذي يمثل 6 بالمائة من الناتج الداخلي الخام للمغرب ويخلق عددا كبيرا من مناصب الشغل ويساهم بشكل كبير في خلق القيمة المضافة، حيث أنجزت الجهة مجموعة من المشاريع والبرامج لدعم هذا القطاع الواعد الذي يضم حوالي 6000 تعاونية بجهة سوس ماسة، وهي البرامج التي تستهدف دعم قدرات الحرفيين والتعاونيات ومواكبتهم وتوفير المعدات والمواد الأولية، فضلا عن دعم الجمعيات والتعاونيات والمجموعات ذات النفع الاقتصادي في مجال التسويق من خلال تنظيم معارض دولية ووطنية وجهوية ومحلية، بالشراكة مع الفاعلين الجهويين والوطنيين قصد تسليط الضوء على جوانب مختلفة من منظومة الاقتصاد الاجتماعي والتضامني مثل الحرف التقليدية، والمنتجات المحلية، والسياحة القروية، والصيد التقليدي، وغيرها.
كما أن تمكين المرأة اقتصاديا في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني يمثل أولوية للجهة يضيف السيد النائب من خلال برنامج التمكين الاقتصادي للنساء اللواتي ينتظمن في إطار وداديات أو تعاونيات أو اتحادات تعاونيات أو مجموعات ذات النفع الاقتصادي.
وجدد حسن مرزوكي عزم الجهة على مواصلة العمل بشكل قوي لتنمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني باعتباره رافعة تنموية ومحركا للنمو الاقتصادي والإدماج الاجتماعي، مضيفا أن الجهة تعمل بشكل جاد على تعزيز قدرات فاعلي هذا القطاع ودمجهم في الاقتصاد الجهوي والوطني، من خلال تشجيع التعاون والشراكة وتقديم الدعم المستمر.
وتشكل مشاركة الجهة في تنفيذ مشروع ” Terr’ESS ” فرصة لتبادل الخبرات حول المبادرات والبرامج التي تهم قطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
كما ستمكن من تعبئة الشركاء الجهويين المؤسساتيين والمهنيين العاملين في تنمية وتعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مثل مبادرة سوس ماسة، الفاعل المهم في تشجيع ريادة الأعمال والتشغيل بالجهة، وكذلك شركات التنمية الجهوية التي تعمل على مواكبة وتعزيز قدرات المؤسسات الصغيرة جدا والمتوسطة في المجال السياحي.
كما أن اللقاءات والزيارات المقررة في إطار هذا التجمع ستمكن المشاركين من الاطلاع على التجارب والخبرات في مجال السياسات الجهوية والحكامة الجيدة، وتبادل الممارسات الفضلى في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
يذكر أن هذا الملتقى الهام يجمع أزيد من 30 مسؤولا بالجماعات الترابية لتسع دول فرنكوفونية هي: أرمينيا، البنين، الكاميرون، ساحل العاج، فرنسا، مدغشقر، جمهورية الكونغو، السنغال والمغرب، على مدى ثلاثة أيام حول مواضيع ترتبط بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني مع استعراض تجارب مختلف المشاركين في هذا المجال.