أكادير.. تسمية الشوارع ليست قرارا فرديا.. والمجلس الجماعي وفِيّ لرموز الوطن

عاد الجدل ليتجدد في مدينة أكادير بعدما تم تداول وثيقة تُنسب إلى إحدى الجمعيات، تقترح إطلاق أسماء يهودية على بعض الشوارع والساحات العمومية، من بينها تلك التي تحمل أسماء شخصيات وطنية بارزة مثل عبد الرحيم بوعبيد وعلال الفاسي.

وقد أثار هذا الأمر موجة من التساؤلات والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن وفقا لمصادر مطلعة، فإن الوثيقة المعنية لا تحمل أي طابع رسمي، إذ لا تتعدى كونها مراسلة عادية تم إيداعها بمكتب الضبط، ولم تُدرج في أي لجنة، ولم تُعرض للنقاش داخل المجلس الجماعي، ما ينفي عنها صفة القرار أو المشروع المعتمد.

ويُذكر أن تسمية الشوارع والساحات والمرافق العمومية تُعد من الاختصاصات المنظمة قانوناً، وتخضع لمسطرة دقيقة تبدأ بتقديم المقترحات، ثم دراستها من طرف اللجان الدائمة للمجلس، قبل عرضها على دورة رسمية للمناقشة والتصويت. وبالتالي، فإن الحديث عن أي تغيير خارج هذا الإطار هو حديث غير دقيق ويفتقر إلى المشروعية المؤسساتية.

وفي سياق متصل، يحرص المجلس الجماعي لأكادير، وفق عدد من المتابعين، على صون الذاكرة الوطنية وتكريم رموزها، ولعل أبرز دليل على ذلك مبادرته بتسمية إحدى الحدائق الكبرى في المدينة باسم الفقيد عبد الرحمان اليوسفي، في لفتة تعكس روح الوفاء والاعتراف بالمسار الوطني لشخصيات صنعت تاريخ المغرب الحديث.

وعليه، فإن النقاش الحالي، رغم وجاهة الحرص الشعبي على الرموز الوطنية، يبقى مبنياً على تأويل خاطئ لوثيقة غير رسمية، ولم تسلك أي مسار قانوني ضمن هياكل المجلس الجماعي.