مسح الإرث الموسيقي على قناة الفنان الراحل صالح الباشا.. فعل رقمي أم طمس لذاكرة جماعية؟..

marche verte 2025

في خضم الحزن الذي خلفه رحيل الفنان الأمازيغي الكبير صالح الباشا، فوجئ جمهوره الواسع بخبر اختفاء الإرث الموسيقي الذي أبدعه طول مسيرته الفنية على قناته الرسمية من منصة يوتيوب.

وقد أثار مسح وتوقيف قناة الفنان الراحل موجة من الاستنكار وسط عدد من المهتمين بسبب ضياع أرشيف فني غني يُشكل جزءاً من الذاكرة الثقافية لمنطقة سوس خاصة، والمغرب بشكل عام.

وضعية دفعت جمعية أباراز للإبداع الفني بمدينة أكادير إلى إصدار بلاغ استنكاري أكدت من خلاله أنها فوجئت ومعها الجمهور الواسع للفنان الراحل، بقيام جهة مجهولة أو غير معلومة، بمسح قناته الرسمية على منصة يوتيوب، وحذف كامل أرشيفه الفني والموسيقي الذي كان يوثق لمسيرته الفنية الممتدة لسنوات.

واعتبرت الجمعية هذا التصرف تعدياً خطيراً على ذاكرة فنية وطنية، وعلى حقوق الفنان وورثته الشرعيين، مطالبة السلطات المختصة بفتح تحقيق عاجل في هذا الفعل الغريب، والكشف عن الجهة التي قامت بمسح أرشيف الفنان دون سند قانوني.

ودعت الجمعية النقابات الفنية، وهيئات الدفاع عن حقوق الفنانين، إلى التدخل العاجل من أجل حماية الإرث الفني للراحل، وضمان عدم التلاعب بمحتوياته الرقمية.

كما حثت الورثة الشرعيين للفنان، على متابعة القضية قانونياً، معبرة عن استعدادها الكامل للدعم والمواكبة.

وطالبت الجمعية في بلاغها إدارة منصة يوتيوب (Google) بإعادة النظر في سياساتها الخاصة بحسابات الفنانين المتوفين، وضمان حقوق ورثتهم في أرشيفهم الإبداعي، مؤكدة في نفس السياق أن ذاكرة الفنانين ليست ملكاً شخصياً فحسب، بل هي ملك للوطن، وللأجيال القادمة.

ويرى عدد من المهتمين أن الأرشيف الفني لا يعد ملكا فرديا، بل هو ملك جماعي تتقاسمه الأجيال، ويشكل امتدادا لوعي ثقافي مشترك، مؤكدين أن حذف هذا الأرشيف بشكل مفاجئ ودون توضيح أو سند قانوني يعد مساسا صريحا بقيمة التراكم الفني، وطمسا لذاكرة رمزية متجذرة، خصوصا في ظل غياب مؤسسات وطنية تتولى مهمة توثيق وحماية الإبداع الفني بعد رحيل أصحابه.