قصة الرضيعة التي هزت احتجاجات أكادير.. تعاطف شعبي يفتح أبواب العلاج

marche verte 2025

علمت جريدة “أكاديرإنو” أن الرضيعة التي ظهرت في احتجاجات أكادير يوم الأحد الماضي، والتي أثارت قصتها موجة واسعة من التعاطف، ستتلقى العلاج في المستشفى الجامعي محمد السادس بمدينة مراكش.

جاء هذا القرار بعد أن وصلت حالتها إلى مسامع السلطات المركزية، بفعل التضامن الشعبي الكبير الذي حظيت به الرضيعة في قلب الاحتجاجات التي شهدتها مدينة أكادير بسبب تردي الأوضاع الصحية بمستشفى الحسن الثاني.

وشاركت الرضيعة في الوقفة الاحتجاجية برفقة خالها، حيث لاقت تعاطفًا كبيرًا من طرف المشاركين، كما تداولت مصادر محلية أن حالتها الصحية كانت تتطلب علاجًا فوريًا، لكن المستشفى الجهوي رفض استقبالها.

مأساة إنسانية

القصة المأساوية للرضيعة تعود إلى خلفية إنسانية مؤلمة، حيث ولدت نتيجة اغتصاب تعرضت له والدتها، وهي امرأة تعاني من اضطراب نفسي حاد.

وتشير المعلومات إلى أن الجاني يحمل جنسية أجنبية، ولا يزال التحقيق في القضية مستمرًا.

“الصلب المشقوق”

أوضح الدكتور عبد اللطيف ياسي، في تصريح خاص، أن ما لفت انتباهه خلال الوقفة الاحتجاجية التي نُظّمت أمام مستشفى الحسن الثاني بأكادير، كان وجود رضيعة لا يتجاوز عمرها ثلاثة أشهر، تعاني من تشوه خلقي يُعرف بـ الصلب المشقوق ( Spina Bifida).

وأشار الدكتور ياسي إلى أن هذا التشوه يحدث نتيجة عدم انغلاق الأنبوب العصبي للجنين بشكل كامل خلال الأسبوعين الثالث والرابع من الحمل، وله ثلاثة أنواع، أخطرها هو الصلب المشقوق النخاعي السحائي (Myelomeningocele).

وأضاف أنه لا يمكنه تحديد نوع الحالة بدقة من خلال الصور فقط، لكن بشكل عام، يعاني المصابون بهذا النوع من شلل في الحركة، وصعوبة في التحكم بالتبول والبراز (مشاكل في العضلة العاصرة)، وقد تترافق الحالة مع تراكم السوائل في الرأس (استسقاء الدماغ).

العلاج والحل

وأكد ياسي على أن العلاج الفعال لهذه الحالات هو التدخل الجراحي المبكر، ويجب أن يتم بعد الولادة مباشرة، مشيراً إلى أن هذه العمليات لا تُجرى حاليًا إلا في المستشفيات الجامعية الكبرى بالمغرب، مثل مراكش أو الدار البيضاء أو الرباط.

وأشاد بجهود الأطباء المهرة في تخصصات جراحة الأعصاب، وجراحة المسالك البولية، وجراحة العظام، والتي ساهمت في خفض معدلات الوفاة بشكل كبير، لتصل نسبة نجاح العمليات إلى 83%.

الوقاية ممكنة!

وشدد الدكتور ياسي على أن الجراحة ليست نهاية المطاف، بل يجب أن يتبعها برنامج تأهيل شامل مع أخصائيين في العلاج الطبيعي، الحركي، والوظيفي، بالإضافة إلى الدعم النفسي المستمر للوالدين.

وعزا الدكتور سبب هذا المرض إلى نقص حمض الفوليك (Acide Folique) أثناء الحمل وبعده، مما يجعله ينصح الأم بأخذ الرضيعة بسرعة إلى المستشفى الجامعي بمراكش، نظرًا لحاجة الحالة إلى تدخل جراحي عاجل، وكون هذه العملية متوفرة فقط في المدن الثلاث المذكورة.

وفي ختام تصريحه، تمنى الدكتور الشفاء للجميع، وأشار إلى أن الدول المتقدمة قد وصلت إلى مرحلة إجراء هذه الجراحة في وقت مبكر بكثير، وتحديداً أثناء الحمل بين الأسبوعين 19 و26.