لم تقتصر المشاركة المغربية في بطولة العالم لألعاب القوى التي احتضنتها العاصمة اليابانية طوكيو على العدائين فوق المضمار فحسب، بل امتدت لتشمل الأدوار التنظيمية والإدارية خلف الكواليس.
في هذا المحفل العالمي، برز اسم عزيز الخنداري، الوكيل المغربي المعتمد للعدائين، كعضو فاعل ضمن وفد وكلاء النجوم العالميين، ليؤكد الحضور المغربي في صلب صناعة الرياضة العالمية.
ويمثل الخنداري، وهو حاصل على رخصة معترف بها من الاتحاد الدولي لألعاب القوى (World Athletics) كوكيل للعدائين، نموذجاً للشاب المغربي الذي شق طريقه بثبات في مجال إدارة الرياضيين الاحترافيين.

ولم تقتصر مشاركة الخنداري في بطولة العالم لألعاب القوى بطوكيو، بل سبق أن شارك إلى جانب وكلاء العدائين العالميين في مناسبات كبرى مثل بطولة العالم في بودابست 2023 والألعاب الأولمبية في باريس 2024.
ابن حي الشراردة أولاد تايمة إقليم تارودانت، استطاع أن يشق طريقه بثبات في مجال ألعاب القوى العالمية، حيث بدأ مسيرته الرياضية كعداء قبل أن يتجه نحو التكوين المتخصص.

دور محوري في قلب المنافسة
تأتي مشاركة عزيز الخنداري في هذه التظاهرة العالمية لتؤكد على الأهمية المتزايدة لدور وكيل العدائين، الذي لا يقتصر عمله على التفاوض على العقود، بل يشمل أيضاً تأمين مشاركة العدائين في السباقات الدولية الكبرى، وضمان أفضل الظروف لهم خلال التجمعات العالمية مثل بطولة العالم.
وفي تصريح له، أكد الخنداري أن تواجده في طوكيو إلى جانب صفوة وكلاء العدائين هو فرصة لتمثيل الكفاءات المغربية في هذا المجال الحساس، مشيراً إلى أنه يعمل حالياً مع عدائين من جنسيات مختلفة مثل كينيا وإثيوبيا وأوغندا وبريطانيا، بالإضافة إلى بعض العدائين المغاربة.

من المضمار إلى الإدارة
تميزت مسيرة الخنداري بكونها انتقلت من ممارسة رياضة العدو الريفي في أوروبا في بداية الألفية، حيث فاز بسباقات 5 و10 كيلومترات، إلى عالم الإدارة الرياضية بعد تعرضه لإصابة.
هذا التحول سمح له باكتساب خبرة مزدوجة، فهو يفهم احتياجات العداء بصفته رياضياً سابقاً، ويدرك متطلبات السوق العالمية بصفته وكيلاً دولياً معتمداً.

إن تواجد وكلاء عدائين مغاربة مثل عزيز الخنداري في مثل هذه المحافل العالمية يفتح آفاقاً جديدة أمام المواهب الوطنية، ويضمن لهم تمثيلاً احترافياً يضاهي أعلى المستويات الدولية، ويرفع من مكانة المغرب ليس فقط كمنتج للأبطال، بل كشريك فاعل في إدارة الرياضة العالمية.
وتستمر بطولة العالم لألعاب القوى في طوكيو في تقديم مستويات قياسية، بينما يواصل الخنداري عمله في الكواليس، مؤكداً أن صوت الكفاءة المغربية أصبح مسموعاً وممثلاً بقوة في أروقة صناعة ألعاب القوى العالمية.