تارودانت تحتفي بتراث الكريحة والملحون في النسخة الثانية عشرة من ملتقاها الوطني

marche verte 2025

تحولت ساحة 20 غشت بمدينة تارودانت، على مدى ثلاثة أيام، إلى منصة للاحتفاء بواحد من أعرق الفنون التراثية المغربية، من خلال فعاليات الملتقى الوطني الثاني عشر لفن الكريحة والملحون، الذي نظمته الجمعية الرودانية لهواة الملحون والفنون الشعبية، تحت شعار: “الكريحة الرودانية… أصالة الملحون”.

الملتقى، الذي أضحى موعدا سنويا بارزا في الروزنامة الثقافية للمدينة، شكل مناسبة لإبراز غنى هذا الفن التراثي وتجذره في الذاكرة الجماعية المغربية، وسط حضور وازن لفنانين، شيوخ الملحون، باحثين، وإعلاميين من مختلف جهات المملكة.

حيث تميزت هذه الدورة بتكريم خاص للراحل محمد بن الحسن العفاني، الملقب بـ”الأب جيكو”، أحد الأعلام البارزين في الرياضة والثقافة الوطنية، وابن مدينة تارودانت، اعترافا بإسهاماته المتعددة وبصمته العميقة في المشهد الثقافي والرياضي المغربي.

كما شهدت أمسيات الملتقى فقرات فنية راقية أحياها منشدون محليون ووطنيون، قدموا لوحات إبداعية تمزج بين الكلمة الموزونة، اللحن العذب، والروح الصوفية التي تميز فن الملحون، ما أضفى على فضاء ساحة 20 غشت أجواء احتفالية غنية بالرمزية والحميمية.

وأكد الجهة المنظمة، أن هذا الملتقى يسعى إلى ترسيخ فن الملحون والكريحة في ذاكرة الأجيال الصاعدة، من خلال عروض فنية، لقاءات تفاعلية، وتكريم الرواد، بما يجعل من تارودانت أحد المعاقل الحية للتراث الشعبي المغربي.

يشار إلى أنه قد تم تكريم عدد من الوجوه الفنية التي أسهمت في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي، وذلك في لحظة وفاء اعتادت أن تميز هذا الملتقى، احتفاء بالرواد الذين حملوا مشعل الملحون وأوصلوه للأجيال الجديدة.

جدير بالذكر أن الملتقى حظي بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، والجماعة الترابية لتارودانت، والمجلس الإقليمي، ومركز سوس ماسة للتنمية الثقافية، ما يعكس الانخراط المؤسساتي في دعم المبادرات الثقافية الجادة وتعزيز الدينامية الفنية بالمنطقة.