في خطوة تعزز مكانتها كوجهة سياحية رائدة، نظّم المجلس الجهوي للسياحة (CRT) لأكادير سوس ماسة مؤخرًا أمسية ترويجية استثنائية في قصر باريسي شهير متخصص في فنون الطبخ الرفيع، وذلك على هامش المعرض الدولي للسفر والسوق الفرنسية (IFTM 2025).
وشهد المعرض حضورًا قويًا ومكثفًا من طرف ممثلي أكادير-سوس ماسة، مؤكدًا على الأهمية الترويجية القصوى للسوق الفرنسي بالنسبة للوجهة المغربية.
وقد برز حضور المهنيين الغاديريين عبر مجموعة من الأنشطة المتميزة، حيث ترأس وفد المنطقة كل من رئيس المجلس الجهوي للسياحة، ورئيس الجمعية الفندقية لأكادير سوس ماسة، وممثلين عن شركات التنمية المحلية (SDR)، والتنمية السياحية القروية (RTDR)، بالإضافة إلى فاعلين سياحيين وفندقيين من أكادير.
السوق الفرنسي.. شراكة تتجدد وأرقام في نمو
أكد رئيس المجلس الجهوي لأكادير على الدور المحوري لفرنسا في المشهد السياحي للمنطقة، قائلًا: “تبقى فرنسا إحدى أسواقنا الأساسية: ففي عام 2024، اختار أكثر من 2.4 مليون زائر فرنسي المغرب، ما يجعل الفرنسيين أول كتيبة أوروبية حاضرة على سواحلنا. تلعب هذه الشريحة من الزبائن دورًا حاسمًا في الأداء السياحي الجيد للمملكة”.
وتؤكد النتائج الأخيرة هذا التطور الإيجابي، حيث شهدت مدينة أكادير ارتفاعًا في وصول السياح الفرنسيين بنسبة 13 في المائة، وزيادة في عدد لياليهم الفندقية بلغت 3.75 في المائة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025.
وتتواصل هذه الديناميكية بقوة، ففي غشت 2025 وحده، سُجلت أكثر من 26 ألف وصول فرنسي، بزيادة تقارب 17 في المائة مقارنة بشهر غشت 2024.
وفي الفترة ذاتها، تجاوز عدد الليالي الفندقية الفرنسية 127,500 ليلة، مسجلاً نموًا بنسبة 5ةفي المائة.
أكادير.. وجهة متكاملة بين الشاطئ والجبل
خلال مداخلته، سلّط رئيس المجلس الجهوي الضوء على التحول الذي تشهده المنطقة، مشيرًا إلى أن “الوجهة تجمع بين الشمس والشواطئ والثقافة والطبيعة والبنى التحتية الحديثة والترحيب الأصيل. أكادير ليست مجرد شاطئ؛ بل هي وجهة متكاملة، متنوعة ومتاحة، مستعدة لاستقبال المزيد من الزوار الفرنسيين، وتعزيز متوسط مدة إقامتهم، ودعم مشاريعكم التجارية”.
ووجه دعوة مفتوحة للزوار لاكتشاف التغييرات الأخيرة التي طرأت على المدينة، قائلاً: “أدعو الذين لم يكتشفوا بعد التحولات المحلية إلى القدوم واكتشافها بأنفسهم”.
إبهار على مائدة العشاء المغربي
شهدت الأمسية الترويجية نجاحًا كبيرًا، حيث استمتع ما لا يقل عن 140 ضيفًا من مختلف المهن بعشاء مغربي حظي بتقدير كبير.
وقد أقيم اللقاء في مطعم “ليدويان” (Ledoyen)، أحد أشهر المطاعم في باريس، على بعد أمتار قليلة من شارع الشانزليزيه.
وتولى إعداد مائدة الطعام سيدا المطبخ المغربي، وهما شيفان شابان أظهرا عبقريتهما في ابتكار أطباق تجمع بين المطبخ المغربي في نسخته العصرية مع الاحترام الكامل لأصالته وثراءه ورقته ومذاقه الشهي.
المعرض أرقام ودلالات
تجدر الإشارة إلى أن النسخة الأخيرة من معرض IFTM 2024 قد استقطبت ما لا يقل عن 31,900 مهني سياحي، بزيادة قدرها 5.11 في المائة عن عام 2023.
وقد مثل في المعرض 170 وجهة و1,500 علامة تجارية، وشهد أكثر من 13,090 موعد عمل، وشارك فيه 32,000 متخصص و700 صحفي معتمد.
وختامًا، تبرز أكادير-سوس ماسة كوجهة لا تقتصر على كونها شاطئية فحسب، بل تقدم عرضًا سياحيًا متعدد الأبعاد يمتد عبر شواطئ المحيط الأطلسي، جبال الأطلس الصغير، وريفها الغني بالتقاليد.
تكمل عروض مثل الغولف، وركوب الأمواج، والسياحة البيئية، والمغامرات الطبيعية مقترحًا سياحيًا راقيًا يجذب عشاق الاستجمام والمسافرين الباحثين عن الأصالة على حد سواء.
مع مواقع أسطورية مثل تغازوت وإمسوان، تفرض أكادير نفسها كمركز لا غنى عنه لركوب الأمواج (الـ Surf)، وتجذب مجتمعًا دوليًا مخلصًا ومتزايدًا، وهو ما يؤكده الشباب الأكاديريون الذين أصبحوا نجومًا عالميين وأبطالًا رياضيين حقيقيين في مجالي ركوب الأمواج والـ “Kite surf”.