اهتزت عدة مناطق في جهة سوس ماسة، مساء اليوم الأربعاء، على وقع موجة من أحداث الشغب والتخريب العنيف التي خلفت وراءها خسائر مادية جسيمة وطالت ممتلكات عمومية وخاصة على حد سواء.
وقد استنفرت هذه الأحداث السلطات والأجهزة الأمنية التي تحركت على الفور لاحتواء الموقف وبدء التحقيقات لتحديد هوية المتورطين.
بؤر التخريب.. من إحراق مقر جماعي إلى اقتحام مركز الدرك الملكي
توزعت رقعة هذه الأعمال التخريبية على عدة أقاليم بالجهة، حيث شهد منطقة سيدي بيبي بإقليم اشتوكة آيت باها عملاً تخريبياً خطيراً، تمثل في إقدام مجهولين على إضرام النار في مقر الجماعة المحلية بسيدي بيبي.
وقد أثار هذا الحادث موجة استياء واسع بين صفوف السكان المحليين، حيث تطلب تدخلاً سريعاً للسلطات المحلية والأمنية التي باشرت تحقيقاتها المكثفة للكشف عن ملابسات الواقعة والمتورطين فيها.
وبمدينة القليعة بإقليم إنزكان أيت ملول انزلقت الاحتجاجات إلى منعطفات خطيرة بعدما أقدم مجهولون على تهشيم الواجهة الأمامية لمركز المعاقين، وإلحاق خسائر بالسيارات في الشارع العام، والهجوم على مركز الدرك الملكي، مما اضطر عناصر الدرك إلى إطلاق الرصاص وإصابة شخصين.
وفي مدينة تارودانت، تصاعدت حدة التخريب لتطال مرفقاً حيوياً وحساساً، إذ شهد المستشفى الإقليمي المختار السوسي اقتحاماً عنيفاً، قام المخربون خلاله بتكسير تجهيزات طبية والعبث بمرافق المستشفى.
وقد تسبب هذا الوضع في حالة من الذعر وسط المرضى والأطقم الطبية على حد سواء، مشكلاً تهديداً مباشراً لاستمرارية الخدمات الصحية.
كما قام المخربون بمحاولة اقتحام مقر عمالة تارودانت، وإضرام النار بسيارة الأمن ورشق القوات العمومية بالحجارة، وقطع الإنارة العمومية، وتخريب الإشارات الضوئية ومكتب الإرشاد السياحي التابع للمجلس الإقليمي للسياحة بتارودانت.
أما في مدينة أولاد تايمة، فقد تعرضت ممتلكات عامة وخاصة لهجمات تخريبية، كان أبرزها اقتحام وكالة بريد بنك وتخريب محتوياتها، مما يؤكد الطبيعة العنيفة والممنهجة للأعمال التي وقعت.
كما قام عدد من القاصرين بوضع حواجز على مستوى شارع محمد الخامس وسط المدينة، وتخريب حافلة للنقل الحضري، وعلامات التشوير الطرقي، واقتحام المحتجز البلدي والسطو على عدد من الدراجات النارية المحجوزة.
استنفار أمني وتنديد شعبي
على إثر هذه التطورات الخطيرة، سارعت المصالح الأمنية إلى التحرك الفوري، منفذة تدخلات ميدانية سريعة وفعالة بهدف تطويق أعمال الشغب ومنع اتساع رقعتها.
وتم تعزيز التواجد الأمني في مختلف النقاط والمرافق الحساسة بالجهة، في مسعى لاستعادة النظام وحماية الممتلكات.
في المقابل، أثارت هذه الأعمال موجة تنديد واسعة من قبل الهيئات السياسية والحقوقية بالجهة وخارجها. وقد شددت هذه الجهات على أهمية ضبط النفس والاحتكام إلى القانون، محذرة من مغبة الانزلاق نحو الفوضى.
كما طالبت بفتح تحقيق شامل ومعمق لمساءلة جميع المتورطين في هذه الأحداث التي تُعد تهديداً مباشراً للسلم الاجتماعي والأمن العام بالجهة.
ويترقب الرأي العام صدور بلاغ رسمي من الجهات المختصة، لتوضيح خلفيات ودوافع هذه الأحداث المروعة، والخطوات المتخذة للتعامل معها وتحديد الخسائر النهائية، إلى جانب الكشف عن نتائج التحقيقات الأولية.