بدموع وقلق.. عائلات الموقوفين في أحداث أولاد تايمة تترقب مصير أبنائها أمام بوابة المحكمة

marche verte 2025

احتشدت مجموعة من الأمهات أمام مقر مفوضية الشرطة والمحكمة الابتدائية بمدينة أولاد تايمة، صباح اليوم الخميس، وذلك بعد توقيف أبنائهم على خلفية تورطهم في أعمال الشغب التي عرفتها المدينة ليلة أمس.

وتحولت الساحة المقابلة لمقر مفوضية الشرطة والمحكمة الابتدائية بمدينة أولاد تايمة إلى منبر عفوي للنقاش والجدل المرير حول مسؤولية ما حدث.

العديد من الآباء والأمهات، وعلامات الأسى واليأس بادية على وجوههم، حاولوا تبرير تصرفات أبنائهم، معتبرين إياها “طيشاً عابراً” أو “اندفاعاً شبابياً طائشاً” وقعوا فيه تحت تأثير اللحظة.

البعض منهم تحدث عن قسوة الظروف وقلة الوعي كأسباب رئيسية وراء هذا الانزلاق، فيما برزت أصوات أخرى أكثر حزماً، حيث رأت أن المسؤولية الكبرى لا تقع على الشارع، بل على الأسرة.

هؤلاء الآباء أصروا على أن التقصير الحقيقي بدأ في المراحل الأولى للتربية، مؤكدين أن غرس قيم الانضباط واحترام القانون والنظام العام هو السور الأول والحقيقي ضد كل أشكال الانحراف.

الرسالة التي كانت تتردد بقوة بين الجموع، وبعفوية مؤثرة، كانت واضحة وصارمة: “الوقاية تبدأ من البيت، والتربية الحقيقية هي السور الأول ضد الانحراف.”

لقد شكل هذا التجمهر لحظة مصارحة اجتماعية مؤلمة، حيث تجاوزت العائلات حدود المطالبة بالإفراج عن أبنائها لتصل إلى الاعتراف الضمني بأن التربية الأسرية المتوازنة هي المفتاح لسلامة المجتمع وأمنه، وأن أي تقصير فيها يمكن أن يلقي بالأبناء في أحضان الفوضى والجنوح.

وتشير بعض المعطيات، إلى أنه سيتم اليوم تقديم عدد من المعتقلين المتورطين في أحداث الشغب أمام أنظار وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بأولاد تايمة.

وتترقب عائلات الموقوفين بقلق بالغ نتائج هذا التقديم وما سيترتب عنه من قرارات قضائية.

هذا وتبقى أحداث أولاد تايمة الأخيرة جرس إنذار للمدينة والمجتمع بأكمله، يضع المؤسسة الأسرية أمام مسؤولياتها الجسيمة في بناء جيل واع ومسؤول، قبل أن يضطر الجميع للوقوف مجدداً أمام أبواب المخافر والمحاكم.