إفتتاحية.. بشعار “عفط على مو” التقدم والاشتراكية يطلق حملته الانتخابية

marche verte 2025

أن يقول أمين عام حزب سياسي عبارة من قبيل “عَفْط على مو”، وهو يأمر حراسه بمنع مواطنين من الاقتراب، فذلك ليس مجرد انفعال عابر.. بل فضيحة سياسية وأخلاقية من العيار الثقيل.

إنه انكشاف تام لجوج وجوه ولزيف الخطاب الذي ظل صاحبه يردده لسنوات عن القيم والمبادئ والدفاع عن حقوق الناس.

الحاج نبيل بنعبد الله الذي طالما قدّم نفسه كصوت نزيه في المعارضة، ظهر في لحظة غير انتحار أخلاقي على حقيقه ..

زعيمٌ يصرخ، يأمر، ويحث على العنف…لا لغة العقل، ولا التحفظ السياسي، ولا احترام الكرامة الإنسانية حضرت في تلك اللقطة التي اختصرت مسار حزب كان يُسمى يوماً “حزب الرفيق علي يعتا”.

لكن الصدمة لم تتوقف هنا، بل امتدت إلى بلاغ الحزب نفسه الذي اختار أن يدافع عن السلوك بدل أن يدينه، وأن يبرر العنف بدل أن يعتذر عنه.

وكأننا أمام تنظيمٍ يُقاد بعقلية الشيخ والمريد، حيث الزعيم لا يُسأل، والرفاق يصفقون فقط.

بلاغ بارد ومتعالٍ. اعتبر أن المشاهد “أُخرجت من سياقها”، وأن الفاعل لم يكن سوى “مناضل يدافع عن حُرمة مقر حزبه”.. مسكييين نبيل …أي مناضل هذا الذي يُدافع عن الحُرمة “بعفط على مو “؟..

الأخطر من المصيبة الكحلة هو المنطق الذي يحكم هذا التيار السياسي حين يُخطئ التبرير أولاً، ثم الهجوم على من انتقد، ثم ادعاء المظلومية.

وكأننا أمام مدرسةٍ كاملة في تحويل الخطأ إلى بطولة، والعنف إلى نضال.

لقد سقط القناع عن حزب يرفع شعارات الحرية والكرامة، بينما يُمارس الإهانة ضد المواطنين المغاربة..

سقط القناع عن يسارٍ يتغنى بالإنسان، لكنه يهين الإنسان حين يزعجه.

وسقط القناع عن زعيمٍ يتحدث عن القيم والمبادئ، لكنه يعجز عن قول كلمة واحدة “غلطت وأعتذر”.

ان السياسة لا تُقاس بالانتماء ولا بتاريخ الحزب، بل بسلوك من يمثلها أمام الناس.

ومن يفقد احترامه للمغاربة فقد فقد كل شرعية أخلاقية ليتحدث باسمهم.

في النهاية، الرسالة بسيطة وواضحة: لن ترهبو المغاربة ببلاغاتكم ولا بخطبكم.. المغاربة مكيتعطف على امهم المغاربة يُحترمون الحاج نبيل.