تستعد مدينة أكادير لاحتضان النسخة الجديدة من مهرجان “تالكيتارت” (مهرجان تالبرجت الدولي للقيثارة)، في الفترة الممتدة من 23 إلى 25 أكتوبر 2025 بحي تالبرجت التاريخي.
وتأتي هذه الدورة بشكل استثنائي لتصنع حدثاً ثقافياً وفنياً عميقاً، يرتكز على مخزون رمزي وجمالي وعاطفي، مستقطباً جمهوراً أكاديرياً تواقاً للفن الجميل والحياة.
محتوى الدورة: جسر ثقافي نحو القارة السمراء
تتميز الدورة المنتظرة بتركيزها على القارة الأفريقية، حيث ستستقبل ثقافات وحضارات وتعبيرات فنية مختلفة من عمق القارة.
هذه الاستضافة تؤكد البعد الإفريقي للمملكة المغربية، وتسعى إلى خلق تلاقح ثقافي وفني بين إيقاعات المغرب، وخاصة عمقه الأمازيغي، والإرث الفرجوي الأفريقي المتنوع.
وسيعمل البرنامج الفني على دمج “الماضي بالحاضر”، و”التقليد بالتجديد”، من خلال لقاءات فنية بين موسيقيي وفناني المغرب ونظرائهم من القارة السمراء، لخلق لوحات فنية ذات عمق أفريقي مغربي أمازيغي.
وينسجم هذا التوجه مع أجواء الاحتفالات بحدث احتضان المغرب لبطولة كأس إفريقيا، وما يمثله من قيم الأخوة الإنسانية والانفتاح.
الأهداف والقيم: توطيد جسور الحوار
لا يقتصر دور “تالكيتارت” على الفرجة، بل يتجاوز ذلك إلى تأسيس قيم عميقة، حيث يهدف المهرجان إلى توطيد جسور التقارب والتعاون والحوار بين الحضارات والهويات الفردية والجماعية.
كما يهدف أيضا وفق المنظمين، إلى نسج علاقات إنسانية ذات أبعاد رمزية وجمالية، تعكس ثقافة التسامح والانفتاح، وإبراز مكانة أكادير كوجهة سياحية وحضارية ذات عمق أمازيغي وزخم فني.
سيعكس صدى هذا التمازج من خلال فقرات المهرجان التي تسلط الضوء على تداخل الروافد والمكونات التاريخية والمعرفية والجمالية والفنية.
فضاءات المهرجان والشركاء الداعمون
يتمسك المهرجان بهويته القائمة على القرب والتفاعل المباشر مع الجمهور، لذا سيتم تنظيم فعالياته في فضاءات عمومية ذات رمزية في تاريخ المدينة، تشمل ساحة ولي العهد، وسينما الصحراء، وشارع علال بن عبد الله.
ويعتبر المهرجان ثمرة لجهود مشتركة وتعاون دائم مع مجموعة من الشركاء المؤسساتيين والداعمين، من أبرزهم ولاية جهة سوس ماسة، ومجلس جهة سوس ماسة، والجماعة الترابية لأكادير، والمعهد الفرنسي بأكادير.
إن هذه الدورة المرتقبة، كما أكد المنظمون، تدنو من عدها العكسي، مؤكدة على جاهزية أكادير لتقديم موعد احتفالي ينسجم مع هويتها ومجالها العمراني ووهجها السياحي.