تحت شعار “في الإنتاج متعاونون، وفي الشراء متضامنون”، انطلقت أمس الإثنين فعاليات الأسواق المتنقلة لمنتوجات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بساحة الأمير مولاي عبد الله بمدينة تيزنيت.
وتأتي هذه التظاهرة الاقتصادية والاجتماعية كدفعة قوية لدعم الاقتصاد التضامني على المستويين المحلي والجهوي، وتهدف إلى ترسيخ قيم المبادرة والتعاون بين مختلف الأطراف الفاعلة في هذا القطاع الحيوي.
حضور رسمي وازن وحفل افتتاح مميز
شهد حفل الافتتاح الرسمي حضوراً نوعياً تمثل في شخصيات بارزة من الهيئات المنتخبة والإدارية، يتقدمها كل من رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة سوس ماسة، نائب رئيس الجهة، نائب المجلس الإقليمي لتيزنيت، باشا المدينة، رئيس جماعة تيزنيت والنائب البرلماني عن الإقليم عبد الله غازي.
كما حضر الحفل عدد من المنتخبين وممثلي التعاونيات والفاعلين في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
بدأت المراسم باستقبال الوفد الرسمي على وقع لوحات فنية تراثية، تلاها قص الشريط الرمزي إيذاناً بانطلاق فعاليات السوق.
بعد ذلك، قام الحضور بزيارة استكشافية للأروقة المتنوعة التي تعرض منتوجات من مختلف أنحاء الجهة، واختتم الجزء الأول بعزف النشيد الوطني قبل الشروع في الكلمات الرسمية.
رسائل داعمة ومقاربة استراتيجية
في كلمته الافتتاحية، أكد عبد الله غازي، رئيس جماعة تيزنيت والنائب البرلماني عن الإقليم، على الدور المحوري لهذه المبادرة في مساندة التعاونيات والمقاولات الاجتماعية.
وشدد على اعتبارها قاطرة للتنمية المحلية وداعماً لخلق فرص الشغل، لا سيما للشباب والنساء، منوهاً في الوقت ذاته بالجهود الجماعية التي أثمرت تنظيم هذا الحدث المتميز.
من جانبه، أبرز حسن مرزوقي، نائب رئيس جهة سوس ماسة، الأهمية الاستراتيجية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني ضمن الإطار العام لمخطط التنمية الجهوية.
وأشار إلى التزام الجهة بمواصلة مواكبة هذا القطاع وتقديم الدعم اللازم ليتمكن من الاضطلاع بدوره الكامل في تحقيق التنمية المستدامة.
تكريم وعرض إنجازات
تضمنت فقرات الافتتاح عرض شريط وثائقي يسلط الضوء على أبرز الإنجازات والمبادرات الريادية في قطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بجهة سوس ماسة.
كما تم خلال الحفل تكريم كل من عامل إقليم تيزنيت ورئيس جماعة تيزنيت، تقديراً لدورهما الفاعل في دعم وتحفيز هذه الدينامية التنموية.
تنظيم واسع النطاق وأهداف تنموية
تُقام هذه التظاهرة بتنظيم من جهة سوس ماسة، بشراكة استراتيجية مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني (كتابة الدولة المكلفة بالقطاع)، وولاية جهة سوس ماسة.
كما تنظم بتعاون مع عمالة إقليم تيزنيت، والمجلس الجماعي والإقليمي لتيزنيت، وغرفة الفلاحة للجهة، وسيستمر السوق في استقبال الزوار إلى غاية 26 أكتوبر 2025.
وتشهد هذه النسخة مشاركة أكثر من 60 عارضاً وعارضة، يمثلون مختلف أقاليم وعمالات الجهة، إضافة إلى تعاونيات وافدة من جهات أخرى، مما يمنح التظاهرة بُعداً وطنياً ويعزز من فرص تبادل الخبرات والتجارب في مجال التسويق التضامني.
يمثل هذا السوق المتنقل منصة حيوية للجمهور لاكتشاف واقتناء منتوجات محلية متميزة تشمل الصناعات الحرفية، والمنتوجات الطبيعية، والصناعات الغذائية التقليدية.
كما يعد فرصة ثمينة للتشبيك بين التعاونيات والمقاولات الاجتماعية، مما يدعم التعاون المشترك لضمان استدامة أكبر لأنشطتها.
تطمح المبادرة في مجملها إلى تنشيط الحركة التنموية المحلية وتشجيع المبادرات الذاتية والمقاولاتية، خصوصاً في صفوف النساء والشباب، والمساهمة الفعالة في خلق فرص العمل وتحقيق إقلاع اقتصادي متكامل ومبني على أسس التضامن المجتمعي.
