أمزازي يُطلق “عقد ثقة” لتنمية أكادير إداوتنان.. تحول من البنيات التحتية إلى الأثر الملموس

marche verte 2025

أكد سعيد أمزازي، والي جهة سوس ماسة وعامل عمالة أكادير إداوتنان، أن المغرب يدخل “مرحلة فاصلة ومنعطفاً حاسماً” يتطلب بلورة جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، معتبراً هذا الورش الوطني استمراراً طبيعياً لمسار تسريع الجهوية المتقدمة و”عقد ثقة بين الدولة والمواطن”.

جاء ذلك في كلمته بمناسبة انطلاق اللقاءات التشاورية الخاصة بالبرنامج في عمالة أكادير إداوتنان، الذي تزامن مع تخليد الذكرى الخمسين لانطلاق المسيرة الخضراء من المدينة نفسها.

وفي مستهل كلمته، استثمر الوالي أمزازي التوقيت التاريخي للّقاء، مُشيداً بإقرار مجلس الأمن الدولي مؤخراً بالحق التاريخي للمملكة في صحرائها، مؤكداً أن تصويت 31 أكتوبر 2025، الذي أصبح “عيداً وطنياً للوحدة”، هو اعتراف بنجاح المسار التنموي المغربي وقيادة جلالة الملك محمد السادس.

وتنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية الصادرة في خطابي العرش وافتتاح الدورة التشريعية، شدد الوالي على أن اللقاء يهدف إلى تصميم برنامج تنموي يترجم الفلسفة الملكية الداعية إلى تكريس مبادئ التكامل والتضامن والتعاضد بين الكيانات الترابية، بهدف تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية.

وأشار إلى التخصيص الأولي لغلاف مالي بقيمة 20 مليار درهم ضمن مشروع قانون المالية لسنة 2026 لهذا البرنامج على صعيد 75 عمالة وإقليم، بالإضافة إلى 140 مليار درهم لقطاعي الصحة والتعليم، مؤكداً: “لا مكان اليوم ولا غداً لمنطق السير بسرعتين”.

ودعا الوالي إلى اعتماد مقاربة مبتكرة وتشاركية واسعة النطاق مع مختلف الفاعلين المحليين، من منتخبين ومصالح لا ممركزة ومجتمع مدني، لوضع برامج تنطلق من القاعدة.

وأكد على أن الدولة ستُصغي إلى المواطن أولاً لتحديد الحاجيات الحقيقية للساكنة، مشدداً على الانتقال من منطق تشييد البنيات التحتية إلى منطق تحقيق الأثر الملموس والتنمية المندمجة للمجالات الترابية.

كما حدد الوالي مجموعة من الأولويات التي يجب أن تركز عليها المشاريع المقترحة في عمالة أكادير إداوتنان، وعلى رأسها دعم إحداث فرص الشغل، خاصة للشباب والمرأة القروية، وتقوية الخدمات الاجتماعية الأساسية في قطاعي التربية والصحة، إضافة إلى التدبير الاستباقي والمستدام للموارد المائية وتدعيم البنيات التحتية الضرورية.

ونبه إلى ضرورة إيلاء عناية خاصة للمراكز القروية الصاعدة والمناطق الأكثر هشاشة كالـمناطق الجبلية والقروية والساحلية، داعياً في الوقت ذاته إلى تبسيط المساطر الإدارية لدعم الاستثمار المنتج.

واختتم أمزازي كلمته بدعوة الحاضرين إلى جعل هذا اللقاء التشاوري “فضاء للحوار ومختبراً للأفكار وتمريناً على المواطنة المسؤولة”، مشدداً على أن مساهمة الجميع، بما فيهم الشباب، ليست خياراً بل “ضرورة وطنية” لضمان نجاح هذا الورش الذي وصفه بـ “رسالة من جيل إلى جيل”.

وأعلن أنه سيتم عقد خمس ورشات موضوعاتية يوم الجمعة 7 نونبر الجاري لدراسة المشاريع المقترحة ومعالجة مكامن الخصاص في كل جماعة بالعمالة.