شهدت جهة سوس ماسة احتفالات وطنية متكاملة ومتميزة تخليدًا للذكرى الخمسين (50) للمسيرة الخضراء المظفرة، في أجواء مفعمة بالفخر والاعتزاز بالوحدة الترابية والتلاحم الوطني.
وقاد فعاليات البرنامج الحافل سعيد أمزازي، والي جهة سوس ماسة وعامل عمالة أكادير إداوتنان، إلى جانب كريم أشنكلي، رئيس مجلس جهة سوس ماسة، بمشاركة وازنة من مختلف الهيئات الرسمية والمدنية والعسكرية.

البرنامج الاحتفالي لم يقتصر على الطابع الرسمي، بل شمل سلسلة من الأنشطة المتنوعة التي مست الجوانب الفنية، والثقافية، والتاريخية، والاقتصادية، والاجتماعية، والرياضية.

وتجسد هذه المحطات التزام مؤسسة الجهة بتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم الانتماء لدى الأجيال الجديدة.
انطلقت الاحتفالات بمراسم رسمية لتحية العلم الوطني بساحة الولاية، بمشاركة فرقة رمزية من القوات المساعدة، لتأكيد رمزية هذه الذكرى الخالدة.

كما تم تدشين معرض رقمي استثنائي يوثق لملحمة المسيرة الخضراء بالصور، مستحضراً الخطاب التاريخي للملك الراحل الحسن الثاني والنتائج المترتبة على هذا الحدث المفصلي، وتضمن مقتطفات من خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة القرار الأممي الأخير.

وفي خطوة نوعية لربط الذاكرة بالتنمية، عبأ المركز الجهوي للاستثمار بسوس ماسة حوالي خمسين (50) شخصية قيادية من الجالية المغربية عبر العالم للمشاركة في ملتقى استثماري بأكادير تحت شعار “الرؤية الملكية والفخر الوطني”.

ويهدف الملتقى إلى تعزيز دور هذه الكفاءات في دعم الأوراش التنموية وجذب الاستثمار للجهة، مما يعكس امتدادًا لروح المسيرة الخضراء في مسيرة البناء.
واختُتمت الفعاليات بإعطاء والي الجهة إشارة انطلاق دوري “كورة كان 2025” المخصص لأطفال الأحياء والمدارس المجاورة لملعب أكادير الكبير، بهدف غرس قيم المواطنة وروح الانتماء لدى الناشئة.

وتكتسي احتفالات هذه السنة أهمية خاصة لعدة اعتبارات، حيث يتزامن تخليد الذكرى الخمسين مع حدث دبلوماسي هام تمثل في صدور قرار مجلس الأمن الأخير الذي أقبر خيار الانفصال ومنح الأولوية للمقترح المغربي للحكم الذاتي الموسع في إطار السيادة الوطنية.

كما أصدر جلالة الملك محمد السادس قرارًا يقضي باعتماد يوم 31 أكتوبر من كل عام عيدًا وطنيًا جديدًا تحت اسم “عيد الوحدة”، تخليداً للتحول النوعي الذي شهده ملف الوحدة الترابية على ضوء القرار الأممي الأخير.

ولم تقتصر الاحتفالات على سوس ماسة، بل عمت مختلف جهات المملكة والسفارات المغربية بالخارج، حيث أُقيمت ندوات ومعارض رقمية، كما أصدر بنك المغرب قطعة نقدية تذكارية فضية فريدة من فئة 250 درهمًا تخليدًا للذكرى.

وبهذا الزخم التشاركي، تؤكد جهة سوس ماسة على أن ذكرى المسيرة الخضراء ليست مجرد استحضار للتاريخ، بل هي تجديد للعهد وتأكيد على الوحدة الوطنية، وتحفيز للمواطنات والمواطنين على الانخراط الفاعل في بناء مستقبل مزدهر للجهة والأقاليم الجنوبية.