أكادير تستعد لثورة النقل.. قرار حاسم يمهد لانطلاق “الحافلات عالية الجودة” (BHNS)

marche verte 2025

​في خطوة حاسمة نحو تحديث بنيتها التحتية للنقل الحضري، أعلنت جماعة أكادير عن قرار تنظيمي صارم يهدف إلى تأمين الممرات الخاصة بـ”الحافلات عالية الجودة” (BHNS)، في مؤشر واضح على قرب انطلاق هذا المشروع الحيوي الذي طال انتظاره.

وأصدرت جماعة أكادير القرار الجماعي المؤقت رقم 2002، بتاريخ 10 أكتوبر 2025، والذي يقضي بمنع المرور، والوقوف، والتوقف منعًا باتًا على طول الممر المخصص للحافلات عالية الجودة (BHNS). يمتد هذا المسار الحيوي من القطب التبادلي للميناء، مروراً بشارع محمد الخامس الرئيسي، وصولاً إلى القطب التبادلي بحي الحاجب – تيكوين.

سريان المنع وتطبيق القانون

​حدد القرار يوم 8 دجنبر 2025 موعداً لدخول إجراءات المنع حيز التنفيذ، وتهدف هذه الخطوة الاستباقية إلى ضمان تفرد المسار وخلوه تماماً أمام حركة حافلات الـ BHNS، مما يضمن سيرها بسلاسة وبأقصى درجات الفعالية دون عرقلة من باقي المركبات.

ولم تقتصر الجماعة على المنع فحسب، بل أكدت على تفعيل المقتضيات القانونية بحق المخالفين، حيث ينص القرار على تطبيق العقوبات الواردة في مدونة السير المعمول بها، بالإضافة إلى القرارات العاملية ذات الصلة، في تأكيد على الجدية في تطبيق هذا الإجراء حفاظاً على النظام العام وسلامة المشروع.

مشروع BHNS.. نقلة نوعية مرتقبة

​يُعدّ هذا القرار التنظيمي المؤشر الأكثر وضوحاً على أن عاصمة سوس على وشك تدشين خدمات الحافلات عالية الجودة.

ويُجسد مشروع BHNS التزاماً بتعزيز النقل الحضري المستدام وتحديث البنية التحتية، وهو ما سيترجم إلى سلاسة الحركة، حيث ستتمتع الحافلات بمسار خاص يجنبها الازدحام المروري، مما يضمن مواعيد دقيقة وسرعة في التنقل، وتحسين جودة الخدمات، بتوفير وسيلة نقل حديثة ومريحة ترفع من جودة تجربة التنقل للمواطنين، وأخيراً تخفيف الازدحام، حيث من المتوقع أن يساهم المشروع في تشجيع استخدام النقل العمومي، وبالتالي تقليل عدد السيارات الخاصة في شوارع المدينة.

أكادير على أعتاب المدن الذكية

​مع اقتراب انطلاق خدمات BHNS، تقترب أكادير من مرحلة جديدة في منظومتها للنقل الحضري، ويتوقع أن يُسهم هذا الاستثمار في تموضع المدينة كنموذج للمدن الذكية والمتقدمة في مجال النقل الحضري.

المشروع لا يتعلق فقط بمركبات جديدة، بل هو جزء من رؤية أشمل تهدف إلى تحسين إطار العيش، وجعل التنقل اليومي أكثر سهولة وفعالية واستدامة لسكان وزوار المدينة.

يبقى التحدي الآن في الوعي المجتمعي والالتزام بالقرار الجديد، لضمان نجاح هذه التجربة الرائدة وتحقيق الأهداف المرجوة منها.