شهدت مدينة أيت ملول اليوم الإثنين تحولاً مهماً في بنيتها الأمنية، حيث تمّ الارتقاء بمفوضية الشرطة بالمدينة إلى منطقة أمنية، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الأمن وتجويد الخدمات المقدمة للمواطنين.
وتأتي هذه الترقية، التي طال انتظارها، لتواكب التوسع العمراني والكثافة السكانية المتزايدة التي تعرفها المدينة، ولترسيخ مبدأ “شرطة القرب” وفقاً لتوجيهات المديرية العامة للأمن الوطني.
العميد الإقليمي يوسف أعبودو على رأس الهيكلة الجديدة
بالتزامن مع قرار الارتقاء الهيكلي، تم تعيين العميد الإقليمي يوسف أعبودو رئيساً لمنطقة الأمن الجديدة بأيت ملول.
ويُعد أعبودو من الأطر الأمنية الكفؤة التي راكمت تجربة ميدانية مهمة في تدبير الشأن الأمني في عدة مدن ومواقع، حيث اشتهر بكفاءته العالية وانضباطه وحسن تدبيره للملفات الحساسة، مما يجعله الشخص المناسب لقيادة المرحلة الجديدة من الحكامة الأمنية في المدينة.
لماذا هذا الارتقاء؟
يُعدّ تحويل المفوضية إلى منطقة أمنية ضرورة ملحة تمليها جملة من العوامل، أبرزها الكثافة السكانية والامتداد الحضري، حيث شهدت أيت ملول، كجماعة حضرية ضمن عمالة إنزكان أيت ملول، نمواً ديموغرافياً وعمرانياً كبيراً، مما فرض ضغطاً متزايداً على المرفق الأمني القديم.
كما يهدف الارتقاء الهيكلي إلى تكتيف التغطية الأمنية بشكل يضمن الوقاية من الجريمة ومكافحة مختلف أشكالها، لاسيما السرقات بالعنف والنشل، وهي تحديات أشارت إليها تقارير محلية في وقت سابق.
وستساهم المنطقة الأمنية الجديدة في تقريب الخدمات الأمنية من المواطنين وتيسير ولوجهم إليها، ورفع مستوى جودة وفعالية هذه الخدمات بما يتلاءم مع متطلبات الحكامة الأمنية الجيدة.
المكاسب المتوقعة
إن إحداث المنطقة الأمنية يمثل نقلة نوعية تعود بفوائد جمة على الساكنة والمحيط الأمني، حيث من المتوقع أن يتم تدعيم المنطقة الأمنية بأيت ملول بموارد بشرية إضافية ومعدات وتجهيزات حديثة ضرورية، ما يعزز من مردودية عناصر الأمن.
كما ستمكّن المنطقة الأمنية من توفير هيكلة متكاملة تضم مصالح أمنية متعددة كـ الشرطة القضائية، والاستعلامات العامة، ومصالح الوثائق التعريفية، بكفاءة أعلى وتنظيم أفضل.
ويؤكد هذا القرار على استراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني الهادفة إلى تأهيل المرفق الأمني وتوطيد آلية الرقابة، مع الانفتاح الدائم على الفاعلين المدنيين والمؤسساتيين.
سياق التحديث الأمني في المنطقة
لا ينفصل هذا القرار عن سياق عام لتحديث البنيات الأمنية في ولاية أمن أكادير والمنطقة الأمنية لإنزكان، حيث سبق تدشين مقر جديد وحديث لمفوضية الشرطة بأيت ملول في يونيو 2020، كما شهدت مفوضيات أخرى في الجهة ارتقاءات مماثلة، كترقية مفوضية تيكيوين مؤخراً إلى منطقة أمنية، مما يعكس حرص الإدارة على مواكبة التطورات الديمغرافية والجغرافية في جهة سوس ماسة.
ويُنظر إلى تحويل مفوضية أيت ملول إلى منطقة أمنية على أنه التزام حقيقي بتوفير الأمن والأمان، وهو خطوة تستجيب لانتظارات وتطلعات ساكنة المدينة، وتضع أساساً قوياً لحكامة أمنية فعالة ومستدامة في هذا القطب الحضري والصناعي الهام.