عمر وحسن أوداود.. شابان مغربيان من عمق سوس، وتحديدا من دوار سيدي إبرييم، هناك في أعالي تيزنيت، يجسدان قصة ملهمة من ذهب في صياغة الذهب.
فقد آمن هذان الشابان بأن الاستثمار في مجال الصناعة التقليدية يمكن أن يفتح آفاقاً واسعة أمام من يمتلك الإرادة والشغف.
حسن وجه اعلامي معروف يستثمر في التواصل بلغة جميلة ويقدم منتوجات الصناعة التقليدية بطريقة عفوية ومؤثرة.
تمكن حسن وعمر من أن ينطلقا من الصفر ويصنعا مساراً صاعداً وضعهما ضمن فئة المستثمرين الشباب البارزين في الصناعة التقليدية، خاصة في مجالي الحلي والمجوهرات.
وقد نجحا أيضاً في ترسيخ حضورهما كفاعلين يسهمان في التعريف بالموروث الثقافي المغربي والتراث الحرفي، من خلال اهتمامهما بجمع التحف والمجوهرات الذهبية القديمة والنادرة.
واليوم، يواصل الشابان أوداود تطوير مشروعهما بطموح كبير ليقدما علامة تجارية مغربية 100% تعكس هوية المغرب وتقاليده.
وقد سعدتُ باستقبال هذين الشابين اللذين يمثلان تجربة مميزة تستحق الإشادة والمواكبة.
في أحد دواوير سوس الهادئة، حيث تختلط رائحة التراب بحكايات الحِرف القديمة، بدأت أول خيوط قصة شابين سيغدوان لاحقًا نموذجًا مُلهِمًا لجيل كامل من الشباب المغربي.
عمر وحسن أوداود، شقيقان جمعتهما الروابط العائلية كما جمعتهما أحلام العمل والنجاح، آمنَا منذ البدايات بأن الصناعة التقليدية ليست مجرّد موروث، بل فرصة ومسار حياة لمن يملك الإرادة والشغف.
لم تكن الطريق ممهدة أمامهما، ولم يرثا ورشة عامرة ولا رأسمالًا كبيرًا.
بل انطلقا من الصفر، من تلك البدايات الصغيرة التي لا يراها الكثيرون بداية، لكنها كانت بالنسبة لهما نقطة تحول.
اكتشفا أن الحلي والمجوهرات التقليدية ليست مجرد زينة، بل قصص موروثة عبر أجيال من الصناع، وأن الحفاظ عليها هو حفاظ على جزء من روح المغرب.
وهكذا، اختارا أن يجعلا من هذه الحرفة نقطة انطلاقهما نحو المستقبل.
حسن، الذي عرفه المغاربة بصوته الهادئ وطريقته العفوية في التواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي، استطاع أن يمنح الصناعة التقليدية لغة جديدة.

لغة قريبة من الناس، صادقة، وملهمة. صار يقدم الحرف اليدوية للمتابعين كما لو أنه يحكي قصة من التراث، ويعرض قطعة من المجوهرات كما لو أنها جزء من ذاكرة جماعية لا ينبغي أن تُنسى.
وبفضل هذا الحضور الإعلامي المختلف، صار لمنتجاتهما صدى يتجاوز حدود الحرفة التقليدية، ومحيط محلهما في حي المعاريف الراقي في الدار البيضاء .
أما عمر، فكان يشتغل بصمت خلف المشهد، يطور، يبحث، ويخطط. ومع الوقت، صارت الشراكة بينهما أكثر نضجًا: حسن يفتح الأبواب بحضوره، وعمر يعزز الخطوات بالعمل الدؤوب.
بهذا التكامل الإنساني والمهني، تمكّن الأخوان أوداود من شق مسار صاعد وضعهما ضمن فئة المستثمرين الشباب الذين أعادوا الاعتبار للصناعة التقليدية، خصوصًا في مجال الحلي والمجوهرات.
ولم يقتصر طموحهما على الإنتاج فحسب، بل امتد إلى جمع التحف والمجوهرات الذهبية القديمة والنادرة، اعترافًا بقيمة ما تركه الحرفيون الأوائل وحفاظًا على قطع تشهد على عبقرية الصنعة المغربية.
ومع كل قطعة جديدة تجمع بين أيديهما، كان إحساسهما بالمسؤولية يكبر؛ فهما لا يبيعان مجرد منتجات، بل يرويان قصة ثقافة وهوية.
اليوم، يواصل الشابان أوداود بناء مشروعهما بعزم أكبر. يحلمان بعلامة تجارية مغربية خالصة، 100%، تُجسد هوية المغرب وتاريخه وجمال تقاليده.
علامة لا تكتفي بأن تكون مشروعًا تجاريًا، بل مرآة لروح المكان الذي انطلقا منه، ورسالة للشباب بأن النجاح ليس حكرًا على المدن الكبرى أو رأس المال الكبير، بل هو ثمرة شغف وإصرار وإيمان بالذات.
هكذا يتحول الحلم إلى واقع… وهكذا يكتب عمر وحسن أوداود فصلاً جديدًا في قصة شباب اختاروا أن يرفعوا الصناعة التقليدية من خانة الموروث إلى خانة المستقبل.
هي قصة تجربة ملهمة، تستحق الإشادة والمواكبة لأنها ببساطة تذكّر بأن المغرب مليء بالطاقات التي لا تحتاج سوى لمن يؤمن بها، ويشجعها.
ذلك ما فعلته حكومة عزيز أخنوش، حين إستقبل لحسن السعدي، كاتب الدولة الملكف بالصناعة التقليدية والتضامن الاجتماعي، الأخوين عمر وحسن أوداود، تقديرا كذلك لإشتغالهما على مشروع تطوير الصناعة التقليدية المغربية، حرفة صياغة مجوهرات الذهب، في أفق ظهور علامة «أوداود» كماركة مغربية.
عن جريدة Le12.ma