​أكادير تحتضن الدورة الرابعة للصالون الدولي للأركان.. جسر للتواصل الإفريقي ورمز للاستدامة

marche verte 2025

تحولت مدينة أكادير هذه الأيام إلى عاصمة عالمية لشجرة “الأركان”، حيث تستمر فعاليات الدورة الرابعة للصالون الدولي للأركان حتى منتصف شهر يناير المقبل. 

هذا الحدث الذي يُقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لا يحتفي فقط بشجرة فريدة، بل يكرسها كركيزة أساسية للتراث الطبيعي والثقافي للمغرب، وتتويجاً لمكانتها الدولية كأول محمية للمحيط الحيوي وتراث ثقافي غير مادي للإنسانية معترف به من قبل منظمة اليونسكو.

​رؤية إستراتيجية نحو 2030

​يأتي تنظيم هذا الصالون بإشراف من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وبتنفيذ من الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، لينسجم تماماً مع الإستراتيجيات الوطنية الطموحة “الجيل الأخضر 2020-2030″ و”غابات المغرب 2030”.

وقد سمحت هذه الخارطة الطريق بتحقيق طفرة نوعية تمثلت في إعادة تأهيل مساحات شاسعة من غابات الأركان التاريخية، بالإضافة إلى زراعة آلاف الهكتارات الإضافية في جهات سوس ماسة ومراكش آسفي وكلميم واد نون، اعتماداً على نموذج مبتكر للفلاحة المقاومة للتغيرات المناخية.

​الأركان.. محرك للتنمية والتمكين

​تحت شعار يربط بين الصمود والتواصل الإفريقي، يجمع المعرض أكثر من مائتي عارض يمثلون التعاونيات الإنتاجية والحرفيين، حيث يتم عرض زيت الأركان باستعمالاته الغذائية والتجميلية إلى جانب إبداعات الصناعة التقليدية.

وفي هذا السياق، أكدت الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان أن المعرض يشكل منصة حيوية للتعاونيات لتعزيز تسويق منتجاتها، خاصة مع تزامن الحدث مع الأجواء الحماسية لكأس أمم إفريقيا (كان 2025) التي تستضيف أكادير جانباً من مبارياتها، مما يمنح المنتج المحلي فرصة ذهبية للبروز أمام جمهور دولي واسع.

​بُعد إفريقي وتنوع ثقافي

​لم يتوقف طموح المعرض عند الحدود الوطنية، بل امتد ليشمل مشاركة فاعلة من نحو عشرين دولة إفريقية، مما حول الفضاء إلى ملتقى حقيقي لتبادل الخبرات والحفاظ على الموروث القاري المشترك.

وتوفر “قرية الأركان” للزوار تجربة غامرة تشمل عروضاً حية لحرف الصناعة التقليدية كالفخار والنسيج، وحصص تذوق تبرز غنى المطبخ المغربي، بالإضافة إلى فقرات فلكلور شعبي وأنشطة تربوية مخصصة للأطفال تتوزع بين ساحات المدينة الرئيسية ومنطقة المشجعين بالمارينا، مما يعزز الجاذبية السياحية لأكادير.

​خلاصة

​في الختام، يتجاوز الصالون الدولي للأركان كونه مجرد تظاهرة تجارية ليصبح محركاً للتنمية المستدامة وحماية الأنظمة البيئية وتمكين المرأة القروية.

إن هذا الحدث يؤكد مرة أخرى أن شجرة الأركان ليست مجرد مورد اقتصادي، بل هي جسر يربط بين الهوية المغربية الأصيلة والعمق الإفريقي، في إطار رؤية شاملة تخلق قيمة مضافة ومستدامة للمجتمعات المحلية.