جرى أمس الجمعة، بالجماعة الترابية أربعاء الساحل ضمن النفوذ الترابي لإقليم تيزنيت، إطلاق عملية غرس نبات الصبار المقاوم للحشرة القزمرية (البق الدقيقي القرمزي).
وتم خلال هذه العملية، التي أشرف على إطلاقها، عامل إقليم تيزنيت، حسن خليل، بحضور شخصيات مدنية وعسكرية، بمنطقة “محيط تاكسوين”، زراعة ثلاثة أنواع من الصبار المقاوم للحشرة القرمزية من ضمن 8 أصناف مختارة، والتي تم تكثيرها واعتمادها من طرف المعهد الوطني للبحث الزراعي.
ويندرج هذا المشروع، في إطار برنامج أعدته وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ضمن الاستراتيجية الجديدة الجيل الأخضر (2020-2030)، من أجل إحياء القطاع وإعادة إعمار مساحات الصبار التي دمرتها الحشرة القرمزية في مختلف مناطق المملكة، بشراكة مع عدد من المتدخلين.
ويروم هذا المشروع ضمان تكثيف أصناف الصبار المقاومة للحشرة القرمزية وتجديد الصبار الضائع الذي تعرض لأضرار هذه الحشرة، عبر غرس أصناف جديدة مقاومة، وتحسين إنتاجية الصبار للوصول إلى 10 طن/ هكتار.
كما يتوخى تثمين منتوج الصبار وتحسين ظروف التسويق، وتشجيع الزراعة الحافظة وثمين الأراضي البورية والرفع من قيمتها، علاوة على تشجيع مبادرة التشغيل الذاتي والعمل المقاولاتي من خلال تعزيز قدرات الفلاحين من ناحية الإنتاج التقني والتثمين والتسويق.
وبالمناسبة، قال المدير الإقليمي للفلاحة بتيزنيت، عزيز الملوكي، في تصريح صحفي، إن هذا المشروع الذي تصل مساحته الإجمالية إلى 3000 هكتار، يأتي في إطار استراتيجية الجيل الأخضر، بغلاف مالي إجمالي يقدر بـ33 مليون درهم، مشيرا إلى أن عدد المستفيدين يصل إلى أزيد من 1800 فردا.
وبخصوص مشروع “محيط تاكسوين”، حيث أعطيت انطلاقة عملية الغرس، أبرز الملوكي أن الأمر يتعلق بأحد المحيطات التي يتم إنجازها في إطار مشروع الفلاحة التضامنية المعتمدة على تنويع نظام الإنتاج عن طريق زراعة الصبار، والتي تهم غرس نبتة الصبار، بكثافة 250 شتلة في الهكتار، على مساحة تقدر بـ120 هكتار، وبغلاف مالي يناهز مليون و132 ألف و200 درهم.
ومن شأن هذا المشروع، إنعاش قطاع الصبار من خلال زراعة أنماط بيئية مقاومة للبق الدقيقي القرمزي، وتحسين وتنويع دخل المستفيدين من خلال دمج السلاسل النباتية التي تتكيف مع الظروف المحلية.
وتراهن وزارة الفلاحة على هذه الأصناف الجديدة المقاومة للحشرة القرمزية من أجل إعطاء دينامية جديدة لسلسلة الصبار وتحسين إنتاج فاكهتها، التي تستفيد منها عدد من التعاونيات الفلاحية، وذلك من خلال إدماج سلاسل نباتية تحارب انتشار هذه الحشرة.
جدير ذكره أن الوزارة الوصية، كانت قد أسندت، سنة 2016، مهمة إيجاد وتطوير أصناف من الصبار تقاوم الحشرة القرمزية، للمعهد الوطني للبحث الزراعي في إطار البرنامج الوطني الاستعجالي لمقاومة الحشرة القرمزية، وذلك بشراكة مع المكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي والمديريات الجهوية للفلاحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، والتي خلصت إلى اعتماد 8 أصناف مقاومة.