بمناسبة تكريمها، إلى جانب أحمد المعنوني، مساء الجمعة 9 يونيو 2023 بقاعة سينما الصحراء، مع عرض فيلمها الجديد “سوق الخميس د الكارة”، وهو فيلم مونطاج مدته 52 دقيقة تستحضر من خلال لقطات صورتها سابقا ولم توظفها في أفلامها من قبل علاقتها الحميمية مع أماكن وأشخاص وأحداث من حياتها بروح يطبعها الإعتراف المتبادل، وذلك في إطار أنشطة الدورة 14 للمهرجان الدولي للشريط الوثائقي بأكادير، نقترح الورقة التعريفية بالمبدعة يزة جنيني وفيلموغرافيتها الوثائقية:
تشتهر الفنانة يزة جنيني بعشقها اللامحدود للسينما والموسيقى المغربية بألوانها المختلفة، وقد دفعها هذا العشق المزدوج الى ابداع وانتاج سلسلة من الأفلام الوثائقية القصيرة تحت عنوان “المغرب جسد وروح”، حوالي 11 عنوانا، تناولت فيها غنى المغرب الموسيقي والثقافي.
وبانجازها لهذه الأفلام وأفلام وثائقية أخرى طويلة ومتوسطة الطول وغيرها، ومساهمتها في انتاج أفلام أخرى لعل أشهرها فيلم “الحال” من اخراج المبدع أحمد المعنوني سنة 1981 حول مجموعة “ناس الغيوان” الغنائية والموسيقية الذائعة الصيت، ساهمت يزة في حفظ جانب مهم من ذاكرة المغاربة الموسيقية عبر توثيقها صوتا وصورة.
كما ساهمت، بفضل التكنولوجيا الرقمية، في التعريف يألواننا الموسيقية العديدة من قبيل العيطة المرسوية والملحون واحواش وأحيدوس والدقة والآلة والمطروز والليلة وغيرها، ونشرها على نطاق واسع عبر الأقراص المدمجة.
إن تجربة هذه الفنانة المغربية اليهودية، المزدادة سنة 1942 بالدارالبيضاء والمستقرة بفرنسا منذ سنة 1960، جديرة بالاحترام والاهتمام لأنها متعددة الأبعاد، فقد كانت مكلفة بالاستقبال والعلاقات الخارجية بمهرجاني تور وآنسي الدوليين للأفلام بفرنسا من 1966 الى 1970 وأصبحت بعد ذلك مديرة لقاعة “نادي 70” السينمائية الخاصة الى حدود 1986.
وفي سنة 1973 أسست شركة “صوجياف” التي تحمل حاليا اسم “أوهرا” بغية انعاش وتشجيع الأفلام المغربية والافريقية توزيعا وانتاجا، “ألف يد ويد” لسهيل بنبركة و”أليام أليام” و”الحال” لأحمد المعنوني و”الزفت” و”حادة” للراحلين الطيب الصديقي ومحمد أبو الوقار كنماذج، والتعريف بها خارج المغرب.
ومنذ سنة 1987 شرعت في كتابة واخراج وانتاج سلسلة الأفلام الوثائقية “المغرب جسد وروح” وغيرها التي تجاوز عددها العشرون والتي تتراوح مدة عرضها بين 26 و90 دقيقة، هذا بالاضافة الى نشرها للعديد من المقالات والنصوص حول الثقافة المغربية وبعض الكتب من بينها “المغرب” و”المغرب مملكة 1001 حفلة “…
إن تكريم يزة جنيني بمدينة أكادير هو تكريم لمناضلة ثقافية وفنية تعشق بلدها الأصلي حتى النخاع، وتحاول من خلال كتاباتها وأفلامها التوثيق لمظاهره الحياتية ومختلف مكونات تاريخه الاجتماعي والثقافي.
فهي تستحق أكثر من تكريم اعترافا بالمجهود الجبار الذي قامت به على امتداد عقود من الزمان في التوثيق بلغة السينما للكثير من الظواهر الموسيقية المغربية، وعملها لن ينساه تاريخنا الفني الذي لم يكتب بعد.
بقلم: أحمد سيجلماسي (مهتم بتاريخ السينما بالمغرب)