ترأس وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، اليوم الإثنين بأكادير، لقاء عمل مع الفاعلين بجهة سوس ماسة، وذلك في إطار المشاورات الجارية لإعداد الاستراتيجية الصناعية الجديدة.
وتندرج هذه المرحلة الجديدة من المشاورات الجهوية في إطار مبادرة تشاركية أطلقتها وزارة الصناعة والتجارة بجميع جهات المملكة بهدف توسيع النقاش مع الفاعلين المحليين لاستقاء مقترحات ملموسة وعملية من شأنها إغناء محتوى هذه الاستراتيجية الصناعية التي هي في طور الإعداد.
وقد حضر هذا اللقاء كل من والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، ورئيس مجلس جهة سوس ماسة، ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالجهة، ونائب رئيس المجلس الجماعي لمدينة أكادير، بالإضافة إلى عدد من البرلمانيين ، وكذا مختلف الشركاء من القطاعين العام والخاص.
ويأتي هذا اللقاء لإتاحة فرص متجددة ومتنوعة أمام الفاعلين التُّرابيين والاقتصاديين والمهنيين بجهة سوس ماسة لتقديم مُقترحاتهم وصياغة التوصياتٍ التي ستُساهم في إثراء الإستراتيجية الصناعية الوطنية الجديدة لضمان تنمية صناعية مُتوازنة ومندمجة ومستدامة ببلادنا، وتتماشى مع خصوصيات ومؤهلات كل جهة.
وتَعكِف الوزارة حاليّاً على إعداد استراتيجية صناعية جديدة، تحكُمها فكرة السيادة، طبقاً للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، كما جاء في رسالته السامية الموجهة إلى المشاركين في اليوم الوطني للصناعة والتي أكدت على ضرورة تحفيز الموارد البشرية، وتنمية البحث والتطوير والابتكار، وتحسين القدرة التنافسية والتنمية المستدامة.
وفي كلمته بالمناسبة أشار والي جهة سوس ماسة إن هذا اللقاء التشاوُري سيُساهم في إرساء رؤية صناعية وطنية في إطار مجهودٍ جماعي يضُم الفاعلين الاقتصاديين والتُّرابيين، لتحقيق التطلعات والانتظارات لِلمُقاولات والشُّركاء المعْنيين في هذا المجال، بما يُراعي الاحْتِيَاجات والخُصوصيات القِطاعِية والجهوية ، ويضع الجهة كالقلب النابض لهذه الإستراتيجية وكرافعة للإقلاع الحقيقي لهذا المشروع الطموح”.
كما أكد أن هذه المبادرة تهدف أيضا إلى ترسيخ مكانة الصناعة في النسيج الاقتصادي الوطني وتعزيز قُدرتها على اسْتِقْطابِ الاستثمار المُنْتِج، وجعلِها أكثر مُرونةً في مُواجهة تحديات الظرفية الاقتصادية العالمية وتحوُّلاتها، وتأمين صُمود الاقتصاد الوطني في وجه الأزمات والتقلُّبات، وتحقيق نقلة نوعية في مَسار النهوض بهذا القطاع على المستوى الجهوي لإحْداث المزيد من مناصب الشّغل وخلق القيمة المضافة العالية.
ومن جهته ثمن رئيس مجلس جهة سوس ماسة، المنهجية المعتمدة في بلورة الاستراتيجية الجديدة للصناعة والمتمثلة في التشاور والتشارك وخاصة مع الفاعلين الترابيين الجهويين، والتي تندرج في صلب توصيات النموذج التنموي الجديد.
وأشار أن الخطاب الملكي السامي لجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 44 للمسيرة الخضراء المظفرة يجب أن يبقى هو المؤطر للخطوط العريضة لهذه الاستراتيجية على مستوى جهة سوس ماسة.
وركز رئيس مجلس الجهة على عناصر من شأنها الدفع بالقطاع الصناعي بجهة سوس ماسة وخاصة ضرورة تعبئة الأوعية العقارية لاحتضان المشاريع الصناعية، وتوفير بنية تحتية جذابة داخل المناطق الصناعية، وضمان ربطها بالتجهيزات المينائية في مستوى الطلب، وإعادة القراءة في المساطر الإدارية في اتجاه مزيد من المرونة والتبسيط مما يسمح بنجاعة الشباك الوحيد، وضمان الالتقائية بين السياسات القطاعية والجهوية في هذا المجال وخاصة بين ميثاق الاستثمار والاستراتيجية التي يتم اعدادها وجعل الجهة وجهة لاستقطاب المستثمرين الأجانب الذين من شأنهم أَن يشكلوا قاطرة للاستثمارات الصناعية ذات القيمة المضافة.