افتتاحية.. شطحات بنكيران.. استهتار بالمقدسات والمغاربة!..

marche verte 2025

في كل مرة يعتقد فيها المغاربة أن عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، قد وصل إلى قاع الشعبوية والاستغلال السياسي، يثبت لهم العكس.

فالرجل لا يتوانى عن توظيف كل شيء حتى المناسبات الوطنية والدينية لتحقيق نزواته الانتخابية، دون أي اعتبار لقدسية الأماكن أو رمزية اللحظة.

ما حدث في ضريح محمد الخامس يوم العاشر من رمضان، خلال إحياء ذكرى وفاة بطل التحرير، المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، كان مثالًا صارخًا على هذا الاستغلال الرخيص.

ففي يوم يفترض أن يكون مناسبة للترحم والتأمل واستحضار تضحيات الملك الراحل في سبيل حرية المغرب واستقلاله، اختار بنكيران أن يحوّله إلى مسرح سياسي هزيل، حيث تم تصوير فيديو لسيدة “مسكينة” معندها والو غير ضاربة حطة مكونة من channel وVersace تدّعي أن الحكومة الحالية جعلتها تفكر في الانتحار بسبب الغلاء، في مشهد بدا معدًّا سلفًا ومدروسًا بعناية.

والأدهى أن هذا الفيديو لم يكن مجرد تسجيل عفوي، بل خضع للمونتاج والتوضيب، قبل نشره على صفحات الإخوان وقناة الحزب الرسمية.. في تأكيد على أن العملية كانت مقصودة ومخططًا لها، لإثارة الجدل وإشعال مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن يبدو أن السيناريو كان سيئًا، لأن الممثلة الفقيرة مولات الماركة والشعر والميكاب والجلالب من الصعب علينا التصديق أنها تعاني الفقر أو التشرد.

ضريح محمد الخامس.. قدسية لم يحترمها بنكيران

إن ضريح محمد الخامس ليس ساحة للخطابات الشعبوية، وليس منبرًا للمتاجرة بمعاناة الناس، بل هو مكان يحمل رمزية وطنية تجمع كل المغاربة حول ذاكرة قائدهم الذي ناضل من أجل استقلالهم، وليس فضاءً لتصفية الحسابات السياسية الضيقة.

لكن بنكيران، الذي لطالما ادعى أنه رجل دولة، أثبت أنه لا يفقه شيئًا في هيبة الدولة ولا في احترام المؤسسات والمقدسات.

استغلال مكشوف.. وذاكرة المغاربة لا تنسى

بنكيران، الذي يريد اليوم أن يقدم نفسه في صورة “المدافع عن الفقراء” هو نفسه من أجهز على القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة وتسبب في أزمة صناديق التقاعد وأزمة العطش.. فهل يعتقد أن المغاربة نسوا ذلك؟ أم أنه يراهن على ضعف ذاكرة الشعب ليبيع لهم الأوهام مجددًا؟..

إن المعارضة الحقيقية تكون بطرح بدائل واقعية ومسؤولة، لا بنشر فيديوهات مفبركة واستغلال الأماكن المقدسة والمناسبات الوطنية.

والمغاربة، الذين رفضوا هذه الشعبوية المبتذلة في 2021، لن ينساقوا وراءها اليوم، لأنهم يعرفون جيدًا الفرق بين الصدق السياسي والمزايدات الفارغة.

جائزة “أسوأ تأليف وإخراج”

بعد هذه المسرحية المفبركة، والسيناريو الخبيث الذي تم إخراجه بعبثية، يكون شيخ المضللين قد ضمن لنفسه مكانًا في قائمة المنافسة على أسوأ تأليف وإخراج وتمثيل وتصوير!..

فلا المشهد كان مقنعًا، ولا الحبكة كانت متماسكة، ولا حتى الإخراج نجح في تمرير رسالته كما أراد.

بل على العكس، فضح نفسه بنفسه، وأكد للمغاربة أن شعبيته انتهت ولم يتبقَّ له سوى اللجوء إلى “التأثير البصري” والدراما المفتعلة لتعويض غيابه عن الساحة السياسية.

الرسالة واضحة

المغاربة لا يحتاجون إلى بكائيات مصطنعة، ولا إلى خطب شعبوية فارغة، بل هم بحاجة إلى سياسيين مسؤولين، يعترفون بأخطائهم، ويعملون بجد لتحسين أوضاعهم، بدل البحث عن الركوب على الأزمات واللعب على العواطف.

أما بنكيران، فعليه أن يدرك أن زمن المسرحيات السياسية قد انتهى، وأن المغاربة لم يعودوا سذجًا ليصدقوا شطحات رجل فقد البوصلة منذ أن فقد ثقة المغاربة.