شبيبة الأحرار.. المطالب الشبابية مشروعة والإصلاح الحكومي يسير بخطى ثابتة

marche verte 2025

عقدت الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية اجتماعًا استثنائيًا مساء أمس الخميس، بمدينة الدار البيضاء، لتكون بذلك في قلب النقاش السياسي والاجتماعي الذي يشهده المغرب مؤخرًا، والذي تُغذيه التعبيرات الشبابية المطالبة بتحسين جودة الخدمات الاجتماعية، لاسيما في قطاعي الصحة والتعليم.

وأكدت الفيدرالية، من خلال هذا الاجتماع، على قناعتها بمشروعية هذه المطالب، معتبرة إياها دافعًا لتسريع وتيرة الإصلاح.

وفي الوقت نفسه، شددت على أن الحكومة منخرطة بجدية ومسؤولية في معالجة هذه الملفات، رغم “التركة الثقيلة” و”التعقيدات والإشكالات” التي ورثتها في القطاعين.

وأوضحت الفيدرالية أن الإصلاح الحقيقي في قطاعات استراتيجية كالتعليم والصحة لا يمكن أن تُقاس نتائجه خلال أربع سنوات فقط، لكنها رأت في التعبيرات السلمية والحضارية للشباب حافزًا لتفكيك البيروقراطية وقطع الطريق أمام لوبيات وشبكات المصالح النافذة التي تقاوم التغيير.

دعوة للانفتاح والتواصل المبتكر

في ضوء النقاش العميق الذي أجرته الفيدرالية، وفي إطار دور الشبيبات الحزبية كوسيط للإنصات والتفاعل، أعلنت عن عدة توصيات هامة.

وفي هذا الصدد، أشادت الفيدرالية بإعلان الحكومة تجاوبها واستعدادها للحوار والنقاش مع الشباب من داخل المؤسسات والفضاءات العمومية.

ودعت الفيدرالية وزراء الحكومة إلى تعزيز الانفتاح على الفعاليات الشابة عبر لقاءات تواصلية ميدانية حديثة ومبتكرة، بعيدًا عن “الأساليب التقليدية الكلاسيكية”، وذلك لإبراز الجهود الحكومية وإتاحة الفرصة للشباب للتعبير عن طموحاتهم.

كما طالبت القنوات الإعلامية العمومية بـتعزيز البرامج الحوارية الموجهة للشباب، خاصة الفئة العمرية من 15 إلى 25 سنة، لـتأطير ديناميتهم المجتمعية من خلال حوار عقلاني ومسؤول بحضور مدبري الشأن العام.

تحذير من “ركوب الموجة” و”تجار الفتن”

في سياق استعراض الموقف، أطلقت الفيدرالية تحذيرًا شديد اللهجة من محاولات لتوظيف الحراك الشبابي لأجندات لا تخدم المصلحة الوطنية.

وأكدت الفيدرالية على ضرورة التحلي باليقظة لمواجهة محاولات بعض الجهات التي “تركب على هذه التعبيرات الشبابية السلمية” وتوجهها نحو العنف والفوضى، خدمة لـمصالح ضيقة وأجندات مشبوهة تتجاوز سقف المطالب المشروعة.

كما حذرت من خطورة ما يقوم به “تجار الانتخابات وصناع الفتن ومحترفي ‘الأدسنس’ في الفضاء الرقمي” من تضليل وتهييج وتحريض عبر نشر معلومات زائفة، وحملتهم المسؤولية المعنوية عن أحداث العنف التي وقعت في بعض المدن.

كما جددت الفيدرالية اعتزازها بـالمؤسسات الأمنية، مشيدة بـمقاربتها المتوازنة في تدبير الاحتجاجات، داعية الجميع إلى التفاعل الإيجابي معها لـحفظ النظام العام وحماية السلامة الجسدية وصون الممتلكات.

دعوة للأحزاب السياسية واستكمال الإصلاح الصحي

وفي ختام البيان، دعت الفيدرالية الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان إلى تجاوز ثنائية الأغلبية والمعارضة في هذه المرحلة الدقيقة، والعمل بشكل جماعي لمواجهة “تجار الأزمات وصناع الفتن”.

كما جددت دعوتها لـالتسريع بإخراج المجلس الوطني للشباب والعمل الجمعوي إلى الوجود، باعتباره مؤسسة دستورية محورية لتأطير الشباب.

وبخصوص القطاع الصحي، سجلت الفيدرالية ما تحقق في مسار إصلاحه، مؤكدة أنه يمثل “أساسًا صلبًا لمسار لم يكتمل بعد”، لكنها أقرت بـغياب المجهود التواصلي الكافي لتقريب هذه الدينامية من الرأي العام.

وفي هذا الإطار، دعت المتدخلين إلى مواكبة هذه الإصلاحات بنقاش عصري، وعلى رأسها المشروع الهيكلي للمجموعات الصحية الترابية، والذي سيغير وجه المنظومة الصحية.

واختتمت الفيدرالية بيانها بالتأكيد على انخراطها في المبادرة التنسيقية للشبيبات الحزبية الوطنية للتواصل مع الشباب والإنصات إليهم، محذرة من أن “المحرضين الحقيقيين على أعمال العنف” يغامرون بجر الوطن إلى “متاهة خطيرة” قد تهدد الاستقرار والسلم الاجتماعي.