شكلت كلمة كريم أشنكلي، رئيس مجلس جهة سوس ماسة، خلال ترؤسه لأشغال الدورة العادية لشهر أكتوبر 2025 صباح اليوم الإثنين، منطلقاً لبلورة رؤية المجلس للمرحلة المقبلة، وهي رؤية ترتكز على تحمل المسؤولية في سياق الأحداث الراهنة، والاستجابة الفعالة للتوجيهات الملكية السامية، ووضع الشباب في صلب صناعة القرار والتنمية.
مسؤولية اللحظة والإنصات لجيل المستقبل
استهل أشنكلي كلمته بالإشارة إلى أن الدورة تنعقد والمغرب يعيش على “وَقْعِ أَحْدَاثٍ تُسَائِلُنَا جميعاً وَتَضَعُنَا أمام مسؤوليةٍ أكبر”، داعياً إلى وقفة تأمل للتفاعل الإيجابي مع كل التطورات.
وأكد على تفهمه للمطالب الموضوعية لجيل المستقبل، معبراً في الوقت ذاته عن الأسف “لِمَا عرفته بعض المناطق من انزلاقات مؤسفة”.
وشدد الرئيس على أن “هذا التدافع يقتضي من الجميع تَحَمُّلَ المسؤولية كل في موقعه”، للحفاظ على مصالح الوطن، مؤكداً على ضرورة الإنصات إلى كل الشرائح المجتمعية، وخاصة الشباب، الذي يمثل نسبة مهمة من النسيج المجتمعي.
الانخراط اللامشروط في التوجيهات الملكية
ذكّر أشنكلي بالإنجازات التي حققتها المملكة على درب الإصلاح الشامل، مشيراً إلى أنها تواجه تحديات تستدعي مزيداً من الجهود والعمل المشترك. واعتبر خطاب العرش ليوليوز 2025، الذي أصر فيه جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على أنه “لا مكان اليومَ وَلَا غَدًا لِمَغْرِبٍ يسير بسرعتين”، بمثابة إطار موجه لعمل المجلس.
وجدد رئيس الجهة التأكيد على الانخراط اللامشروط لمجلس سوس ماسة في كل المبادرات الرامية لخير وصلاح البلاد، مشدداً على أن شباب الجهة يجب أن يكون “في صلب اهتماماتنا ومشاركا في صناعة القرار”.
الميزانية وتنزيل النموذج التنموي الجديد
ربط أشنكلي أجندة عمل المجلس بضرورة تنزيل الأوراش الكبرى التي دعا إليها جلالة الملك في خطاب العرش الأخير، والتي ترتكز على إطلاق جيل جديد من برامج التنمية الترابية، بهدف بناء نموذج تنموي جديد يقوم على العدالة المجالية والاجتماعية، وتعبئة الإمكانات المحلية وتحفيز الاستثمار، وضمان استدامة المشاريع.
وأوضح أن هذه الاستراتيجية التنموية الجديدة شكلت العنصر الموجه في إعداد مشروع ميزانية الجهة برسم سنة 2026.
وفي خطوة تعكس الحرص على الحكامة والالتقائية، أشار أشنكلي إلى أن المجلس اكتفى بوضع تقديرات ميزانية التسيير، وفضّل التَّرَيُّثَ بِشَأنِ برمجة الفائض التقديري، لضمان الالتقائية مع مشروع برنامج التنمية الترابية المندمج الذي يتم إعداده من طرف السلطات العمومية.
مشاريع استراتيجية لتحقيق النقلة النوعية في سوس ماسة
قدم الرئيس لمحة عن أهم المشاريع المقترحة للتداول، مؤكداً أنها تندرج ضمن المحاور ذات الصلة بالرؤية التنموية للجهة.
وعلى المستوى الاقتصادي، يبرز مشروع إنجاز الميناء الجاف بأكادير كخطوة استراتيجية لتقوية البنية اللوجستية وتعزيز الموقع الاقتصادي والتجاري للجهة، إلى جانب مشاريع لتحفيز المقاولة ودعم الاستثمار الصناعي وخلق فرص الشغل وإنعاش السياحة الخلفية ودعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
أما في مجال تهيئة المجال، فتقترح الجهة مواصلة جهود تأهيل المراكز الحضرية والشبه الحضرية لجعلها نقاط استقطاب، ومن أهمها برنامج التنمية الحضرية لمدينة تارودانت بهدف استعادة بريقها التاريخي.
وعلى المستوى البيئي، ستستمر المساهمة في مشاريع التطهير السائل والحماية من الفيضانات، انسجاماً مع الرؤية الملكية الداعية لاعتماد سياسات وقائية. اجتماعياً، يتم اقتراح المساهمة في دعم برنامج الصحة المدرسية والجهود الرامية للرقي بقطاع التعليم، إلى جانب مواصلة دعم مشاريع النقل المدرسي وتأهيل دور الطالب وقطاع الصحة وإدماج الأشخاص في وضعية إعاقة.
واختتم أشنكلي كلمته بدعوة كافة مكونات المجلس والفاعلين الترابيين إلى مواصلة الجهود لخدمة مصالح ساكنة الجهة، مؤكداً على العمل الجماعي تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.