في خطوة حازمة لردع السلوكيات التخريبية التي تطال الممتلكات العامة، أسدلت المحكمة الابتدائية بأكادير الستار عن فصول واقعة “حي بواركان” التي أثارت استياءً واسعاً بين المواطنين.
وقضت المحكمة بإدانة شاب تورط في الاعتداء على أسطول الحافلات الجديد بالمدينة، معلنة بذلك نهاية فصول اعتداء استهدف مرفقاً حيوياً، ومؤكدة على صرامة القضاء في التعامل مع المساس بالمكتسبات الجماعية للساكنة.
صك الاتهام وعقوبات رادعة
لم تقتصر إدانة المتهم على جنحة التخريب فقط، بل شملت حزمة من التهم التي تعكس خطورة الفعل المرتكب وحجم التهديد الذي شكله على سلامة المواطنين.
وقد قضت المحكمة في حقه بالحبس النافذ لمدة سنتين مع أداء غرامة مالية قدرها 500 درهم وتحميله الصائر، وذلك بعد ثبوت تورطه في تخريب وتعييب ممتلكات مخصصة للمنفعة العامة، وحيازة السلاح في ظروف هددت سلامة الأشخاص والممتلكات، فضلاً عن جنحة تعاطي المخدرات التي رافقت الحادثة.
تفاصيل “ليلة الرعب” في بواركان
تعود فصول هذه القضية إلى مساء الخميس 18 دجنبر الجاري، حين استهدف المعتدي حافلة للنقل الحضري أثناء سيرها بجوار مؤسسة تعليمية في حي بواركان.
وبحسب المعطيات الميدانية، فقد تسبب رشق الحافلة بالحجارة في تهشيم الزجاج وإلحاق أضرار جسيمة بهيكلها، مما بث حالة من الذعر والهلع في صفوف الركاب الذين وجدوا أنفسهم وسط ساحة اعتداء غير مبرر، وهو ما استدعى تدخلاً فورياً من ولاية أمن أكادير التي باشرت تحريات دقيقة أفضت إلى توقيف المشتبه فيه في ظرف وجيز.
رسالة قضائية ومجتمعية
تم إخضاع الموقوف لتدابير المراقبة تحت إشراف النيابة العامة لتعميق البحث حول الدوافع الكامنة وراء هذا العمل الإجرامي، قبل أن تجرعه المحكمة مرارة العقاب.
ويعكس هذا الحكم القضائي رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه المساس بالمرافق العمومية، مؤكداً أن تخريب ممتلكات الدولة ليس مجرد سلوك طائش أو عابر، بل هو جريمة مكتملة الأركان تستوجب العقاب السالب للحرية حمايةً للمصلحة العامة وضماناً لاستدامة الخدمات المقدمة للمواطنين.