بانوراما رمضان.. قرية “كوكو بوليزي”.. “حب إيطالي” في سوس الجميلة

تنشر جريدة “أكاديرإينو” بتعاون مع جريدة “le12.ma” طوال الشهر الفضيل، ربورتاجات وبورتريهات حول أشخاص وأمكنة من سوس العالمة، كان لها الأثر في أحداث ووقائع يذكرها الناس ويوثقها التاريخ.

في حلقة اليوم يأخذكم هذا الربورتاج في رحلة إكتشاف قرية “كوكو بوليزي”..قصة “حب إيطالي” في أكادير الجميلة

* سامية أوتزنيت

“لاميدينا داكادير” (مدينة اكادير) أو قرية “بوليزي” بوليزي”، التي أنشئت تيمنا بالنحات والرسام الإيطالي الراحل “كوكو بوليزي”.

معلمة أثرية تؤثثت عاصمة سوس، وتظل شاهدة على حب هذا الفنان الإيطالي لأكادير ومنطقة سوس.

في البداية كان الحب

لا يختلف اثنان أن مدينة أكادير كانت بمثابة الحب الأول والأخير للفنان الإيطالي “كوكو بوليزي”، الذي رحل عن هذا العالم أبريل المنصرم عن سن ناهز الثمانين.

بوليزي الذي ولد في المغرب وعاش حياته كلها هنا، تحدث في أكثر من مناسبة عن ولعه بأكادير ومنطقة سوس، واستلهم منها الكثير من أعماله الفنية، حتى ارتبط اسمه بالمدينة.

وبقرية نموذجية لأكادير شيدها سنة 1992، يخلد الرسام والنحات بوليزي اسمه، في عالم الفن. معلمة سياحية تختزل جمال معمار المدينة وسحرها، حيث جمع كوكو بوليزي بين الهندسة المعمارية الأمازيغية الأصيلة بتفاصيل عربية وإغريقية عريقة، بالاعتماد في بنائها على الخشب والحجارة. هذه التفاصيل استقطبت اهتمام العديد من المخرجين الأجانب والمغاربة، الذين صوروا مشاهد سينمائية وتلفزية بها.

تحفة فنية خالدة

على مساحة تمتد لأربع هكتارات، أسس النحات الإيطالي كوكو بوليزي القرية “لاميدينة دي اكادير”، واحدة من المزارات السياحية المهمة في المدينة. واختار بوليزي أن يركز بشكل كبير على معمار المدينة قبل زلزال 1960 المدمر، إحياء لذكراها. واعتمد الفنان في بناء القرية بالكامل على مهنيين وحرفيين وصناع مهرة في مجالات النحت على الخشب والجبس ودق النحاس والحدادة وحتى صناع الفخار. لذلك تتميز القرية بجمال معماري فني أخاذ، تمنح الزائر تجربة فريدة، وتجذب السياح من مختلف بقاع العالم.

تقع القرية السياحية في بنسركاو ، على بعد أميال قليلة جنوب أكادير ، على طريق إنزكان. وقد تم الانتهاء من هذا المشروع رسميا في عام 2007، من قبل مئات الحرفيين المغاربة باتباع تقنيات عمرها قرون.

تم وضع كل حجر يدويا، والمباني مبنية من تراب وصخور سوس ، وحجر من الأطلس الكبير، والخشب من غابات محلية مثل الأوكالبتوس.

تضم القرية ورش عدد من حرفيي الفسيفساء والرسامين، وصائغي المجوهرات، ونجارين وغيرهم في جميع أنحاء القرية، التي تضم أيضا مطعما ومتاجر للمقتنيات الأمازيغية، وحتى مدرجا لإقامة الحفلات.

أزمة وانفراج

واجهت “لاميدينا داكادير” أو قرية “كوكو بوليزي” لسنوات مشاكل نزاعات مالية بالخصوص، أثرت على هذه المعلمة السياحية، المعاد تشكيلها بذوق رفيع، والحرفيين المحليين الذين أقاموا متاجر جميلة يعمل بعضهم فيها.

هذه الأزمات دفعت عددا من الحرفيين والصناع إلى الهجرة من هذه القرية، بعد تأثر أعمالهم، صوب قصبة سوس المجاورة.

شهدت هذه القرية انقطاعات طويلة وإغلاقات عديدة، قبل أن تستعيد حياتها مع مستثمرين جدد، أقاموا مشاريع اخرى بها.  وفي العام 2016 ، استضافت القرية المهرجان الدولي للفنون والثقافة..

لسوء الحظ ، لم تستطع قرية “بوليزي” أن تصمد طويلا، لدرجة أنه تم الإعلان عن إفلاسها وتصفيتها نهاية عام 2017.

وانتهت محنة “لاميدينا داكادير”، بمجيء مالك جديد: “شركة التنمية الجهوية للسياحة سوس ماسة”. ويمكن زيارة هذه المعلمة السياحية مقابل تذكرة، تسمح بزيارة كل مرافق القرية، والتجول بين الورشات والمعارض التقليدية، واقتناء الزيوت والأعشاب والمصوغات التقليدية، والحلي الأمازيغية.

* المراجع:
– كتب – صحف – سوشل ميديا